Getty Imagesتبون في أول مؤتمر صحفي له رئيسا للجزائر بدا واضحا أن الكلمات التي تحمل نبرة تصالحية، مع الحراك الشعبي في الجزائر، والتي قالها الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون، لم تجد نفعا في اجتذاب هذا الحراك، الدائر في البلاد منذ 22 شباط/فبراير الماضي. فقد احتشد الآلاف من الجزائريين في الشوارع، رافضين لما أسفرت عن الانتخابات الرئاسية، يوم الجمعة 13 كانون الأول/ديسمبر، وهو اليوم الذي أعلنت فيه النتائج، مرددين شعارات من قبيل “الله أكبر، الانتخاب مزور” و”الله أكبر نحن لم نصوت ورئيسكم لن يحكمنا” . وكان الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون، قد أكد في أول مؤتمر صحفي له، يوم الجمعة الذي أعلنت فيه النتائج، وبعد انتخابه رئيسا، على أنه سيمد يديه للحراك من أجل حوار جاد يحقق مصلحة البلاد ووحدتها، مشيرا إلى أنه يريد العمل، بعيدا عن الإقصاء والسعي إلى لم الشمل، كما سيعمل على دمج الشباب الجزائري في الحياة السياسية والاقتصادية. إلا أن كلمات تبون، بدت وكأنها لم تجد صدى لدى المحتجين في الشارع، والذين يرون أن الرجل لا يعدو أن يكون واحدا من رجال نظام بوتفليقة القديم، وأن انتخابه رئيسا لا يحظى بشرعية، في ظل عزوف نسبة كبيرة من الجزائريين، الرافضين لتلك الانتخابات عن صناديق الاقتراع. ووفق النتائج الرسمية، التي أعلنتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، فإن تبون حصل على نسبة 58,15 بالمئة من الأصوات”، إلا أن كافة التقارير تشير إلى أن الانتخابات الرئاسية، التي جاءت ب”تبون”، حظيت بمقاطعة قياسية من قبل الحراك الشعبي في الجزائر، والذي أدى إلى استقالة بوتفليقة في أبريل/نيسان بعد 20 عاما في الحكم. وتشير الأرقام، إلى أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات الأخيرة، بلغت 39,83 بالمئة، أي ما يقارب عشرة ملايين ناخب من أصل أكثر من 24 مليونا مسجلين في القوائم الانتخابية، وهي الأدنى في تاريخ الانتخابات الجزائرية على الإطلاق . ويطرح إصرار الحراك الشعبي في الجزائر، على رفضه لنتائج الانتخابات الأخيرة، تساؤلات عن الخيارات المتاحة أمامه، بعد أن أصبح انتخاب تبون أمرا واقعا، في وقت يخشى فيه كثير من الجزائريين، من زيادة الانقسام في الشارع الجزائري، في ظل وجود نسبة من هذا الشارع، شاركت في الانتخابات، بعد أن رأت أن مواصلة الاحتجاجات باتت أمرا غير مجد. وتعكس تعليقات قادة الحراك الشعبي الجزائري، سواء من خلال التظاهرات في الشارع، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إصرارا واضحا، على مواصلة الاحتجاج، إذ يرون أن انتخاب تبون لا يعني لهم شيئا، وأن الرجل هو المرشح المفضل للمؤسسة العسكرية، كما يعتبرون أن الحكام الفعليين للبلاد ما يزالون من العسكر، لاسيما قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح. ويؤكد المحتجون الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي، على أن حركة احتجاجهم ستتواصل، على غرار يوم الجمعة الماضي، الذي شهد إعلان النتائج، وأن الناس في الشارع يدركون، أن السلطة الحقيقية الحاكمة للجزائر ممثلة في العسكريين، تسعى لخداعهم وهو ما سيزيد الأزمة السياسية في البلاد سوءا. وللخروج من الأزمة الحالية، يشير مراقبون إلى أنه قد يتعين على الرئيس الجزائري الجديد، اتخاذ مبادرات ربما من خلال وضع خارطة طريق واضحة، يستميل بها خصومه من المتظاهرين، ويثبت لهم بها صدق نيته في محاورتهم بهدوء وروية، والظهور بموقف مستقل بعيد عما يعتبره المحتجون إملاءات من جنرالات الجيش. برأيكم ماهي خيارات الحراك الجزائري بعد انتخاب تبون رئيسا؟ هل تتفقون مع رأي الحراك بأن نتيجة الانتخابات لا تمثل كل الجزائريين؟ وكيف ستتطور برأيكم حالة الانقسام التي يتحدث عنها البعض في الشارع الجزائري؟ ما مدى واقعية ما يطرحه الحراك من ضرورة تغيير النظام السياسي في الجزائر برمته؟ ولماذا لا يقبل بتغيير تدريجي؟ هل سيتمكن الرئيس الجديد من استمالة المتظاهرين وفتح حوار معهم؟ وما إمكانية أن يكون تبون مستقلا عن المؤسسة العسكرية؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 16 كانون الأول/ديسمبر من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar