على خلفية الزيارة الأخيرة التي قام بها عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية بالحكومة الجزائرية لدمشق، اعتبر مراقبون أنها تأتي للرد على دعم مجلس التعاون الخليجي للمغرب في قضية الصحراء، سارع الوزير الجزائري إلى توضيح الأمر بالقول إن "موقف الجزائر من الأزمة السورية مرتبط بالدعم اللا مشروط لدمشق للثورة الجزائرية". وبرّر مساهل وفق ما ذكرت شبكة "سي إ ن إن" الأمريكية ، موقف الجزائر من دعمها لدمشق بأنها ضد الإرهاب انطلاقا من تجربتها إبان العشرية السوداء"، شارحا في الوقت نفسه موقف الدبلوماسية الجزائرية من أن الزيارة كانت بمناسبة عيد استقلال سوريا، حيث كان الهدف منها، حسبه، "تحقيق المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية، وكانت أيضا "من أجل إدانة الإرهاب". وفي مقابل ذلك ذهب الكثير من المحللين إلى أن الواقع خلاف ما ذكره مساهل حيث قال الكتب السوري غسان إبراهيم: الجزائر تدعم سوريا كي تمنع تحريرها من نظام الأسد. واعتبر الكاتب المقيم في لندن النظامين السوري والجزائري متشابهين في نفس الطبيعة ونفس الممارسات، إذ يرى أن الزيارة الأخيرة جاءت في شكل رد فعل "تخريبي" لأن الجزائر "تشعر أن دول الخليج العربي تقف مع حق المغرب في الصحراء.. كما أنها تقف مع المعارضة السورية". وأضاف غسان ل (سي إن إن) أن الجزائر تقيم علاقات مع نظام بشار الأسد من "باب التخريب على الدور العربي لتحرير سوريا من الاحتلال الإيراني واحتلال الأسد لسوريا"، معتبرا تبادل الزيارات الرسمية بين البلدين "ليس لها قيمة لهذه الدرجة"، فالجزائر، حسبه، "ليس بمقدورها إعطاء الشرعية لنظام الأسد ولا بشار يستطيع هو الآخر أن يعطي الشرعية للنظام الجزائري". من جهته اعتبر الكاتب والناشط الحقوقي أنور مالك أن الجزائر تقف مع نظام الأسد، لأنها "تعادي ثورات الربيع العربي منذ بدايتها ولذلك تخندقت مع أنظمة ضد ثورات شعبية"، مشيرا، أن علاقة النظامين لم تكن وليدة الثورة وقد كان هناك تعاون أمني وتنسيق على مستويات مختلفة. وأضاف مالك أن "الجزائر في سياستها الخارجية لا تتخندق حيث يكون المغرب الذي كان من أوائل من ساندوا ثورة الشعب السوري، ولهذا نرى الجزائر سارت في الاتجاه المعاكس".