قال باحثون في جامعة ستانفورد الأمريكية إن الموظفين ذوي الخبرة والمنتجين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في أداء أعمالهم بصورة متكررة يفقدون جودة عملهم في نهاية المطاف. وفي الوقت نفسه فإن الموظفين الأقل خبرة وقدرة على الإنتاج يظهرون أكثر إنتاجية وأسرع في إنجاز المهام عند استخدام الذكاء الاصطناعي بحسب الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة ستانفورد، ونشرتها مجلة الاقتصادات الفصلية التي تصدرها جامعة أوكسفورد. وفي حين سجل بعض العمال زيادة في عدد المهام التي يؤدونها كل ساعة عند الاستعانة بالذكاء الاصطناعي سجل الموظفون الأكثر خبرة وكفاءة تراجعا في جودة أعمالهم. ومع ذلك كان العملاء الغاضبون أو المحبطون أقل ميلًا إلى تقديم المزيد من الشكاوى أو السعي إلى التحدث إلى مستوى إداري أعلى عندما تعاملوا مع نظام للذكاء الاصطناعي بدلا من موظفي خدمة العملاء. واكتشف باحثو جامعة ستانفورد بعد دراسة شملت حوالي 5200 موظف خدمة عملاء في إحدى الشركات المدرجة على قائمة فورتشن لأكبر 500 شركة أمريكية، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، أن تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية "تتباين بشدة". ومن بين المخاوف الرئيسية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي احتمال استخدامه ليحل محل البشر في أداء الكثير من الوظائف، وليس فقط الوظائف التي تعتمد على الكمبيوتر. وقال بنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي العام الماضي إن ظهور الذكاء الاصطناعي من أنظمة إنسان آلي "ذات سمات بشرية" يمكن أن يؤدي إلى فقدان ملايين الوظائف في المزارع والمصانع بحلول منتصف القرن الحالي. وفي الشهر الماضي قال فريق أبحاث في جامعة أوكسفورد إن أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل شات جي.بي.تي يمكن أن تقلص الحاجة إلى الأشخاص الذين يقومون بأعمال كتابية "متكررة"، لكنها ستؤدي في الوقت نفسه إلى ظهور وظائف جديدة لأصحاب المهارات "التكميلية" التي تكمل عمل الذكاء الاصطناعي. وتقول ماريا ديل ريو -شانونا من جامعة لندن كوليدج إنه رغم المخاوف من فقدان وظائف كثيرة "تشير هذه الدراسة إلى واقع أكثر توازنا". وفي الوقت نفسه تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي انتقادات بسبب ما تقوم به من "هلوسة"، وهو مصطلح صناعي لوصف ميلها إلى إنتاج إجابات غير دقيقة، وحتى هراء، اعتمادًا على سؤال المستخدم. لكن المؤيدين قالوا إن الذكاء الاصطناعي يتقدم بسرعة كبيرة، إلى درجة أنه قد يتفوق على البشر قريبًا في معظم المهام – حتى عام 2027، وفقًا لتوقع قدمه داريو أمودي، رئيس شركة الذكاء الاصطناعي الأمريكية أنثروبيك في يناير الماضي. وبعد أيام من تحذير أمودي اهتز قطاع التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي بسبب الظهور المفاجئ لنموذج اللغة الكبير آر وان من شركة ديب سيك الصينية الناشئة، وهو نموذج ذكاء اصطناعي صيني الصنع تم وصفه في البداية بأنه قفزة كبيرة محتملة إلى الأمام للذكاء الاصطناعي، لأنه بدا وكأنه يطابق النماذج الأمريكية مثل شات جي.بي.تي لكن تكلفته منخفضة للغاية.