أعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن الجزائر التي عانت الكثير من الإرهاب، تتفهم ما وصفها ب"طبيعة الحرب الإرهابية التي تواجهها سوريا"، فيما وصف نائبه فيصل المقداد، أن زيارة المعلم إلى الجزائر ب"الناجحة بكل المقاييس". ويرى مراقبون أن المواقف التي اتخذتها الجزائر حول سوريا توحي أنها تخندقت في صف نظام الأسد، وتدعمه ماليا وعسكريا ولو بشكل سري، خاصة أن الجزائر تدعي الحياد في مواقفها من أطراف النزاع في سوريا أو غيرها، لكنها لم تكن كذلك، فقد استقبلت حسب ما كشف عنه الكاتب والحقوقي الجزائر أنور مالك "مفتي بشار الأسد المدعو أحمد حسون، وأيضاً قام الكثير من ضباط النظام السوري بزيارات سرية إلى الجزائر، والتقوا مع نظرائهم الجزائريين وتدارسوا ما يسمونه مكافحة الإرهاب، وهذا ليس بعد ظهور "داعش" أو القاعدة في المشهد السوري، بل سبق ذلك، وكان في الفترة التي كانت الثورة السورية فيها سلمية تتجسد في مظاهرات تطالب بالإصلاح ويقابلها الجيش والمخابرات بالدبابات". ونقلت "الشروق" الجزائرية، مساء الخميس، أن المقداد، الذي كان ضمن الوفد السوري الذي زار الجزائر، الأسبوع الماضي، كشف جوانب من الملفات التي تمت مناقشتها في اللقاءات المغلقة، ومن ذلك مكافحة الإرهاب والتنسيق الأمني. وذكر المسؤول الرفيع في الخارجية السوريا، في حديث مع قناة الميادين المقربة من نظام الأسد، أول أمس، عن تأسيس الجزائر ودمشق لتحالف أمني بينهما، وقال "البلدان يقفان في خندق واحد ضد الإرهاب، وينسقان في هذا المجال اقتصادياً وأمنياً وفكرياً وثقافياً". وتجنب المقداد الخوض في الجانب العسكري للتنسيق الذي يتم بين البلدان، واكتفى يقول "نحن لا نتحدث في هذه المجالات، ونأمل أن تسخر الجزائر كل إمكانات الجيش والأمن لمكافحة الإرهاب الذي تتعرض له الجزائر كبلد مهمة الجيش الدفاع عن البلد... لا يمكن أن ننسى أن هذا الجيش قد ساهم عام 1973 في دعم قدرات وقوات دول عربية"، ليستطرد أن القيادة السوريا لم تطلب من الجزائر أن ترسل جيشها لقتال الجماعات الإرهابية معها"، حسب تعبيره. وكان أنور مالك، قد كشف في مقال أن الأمر لم يقتصر على إرسال ضبّاط مخابرات سوريين للجزائر، بل إنه يوجد ضباط جزائريون أيضاً انتقلوا إلى سوريا بطلب من النظام السوري، وهو ما فضحته وثائق استخباراتية مسربة في 2012، والتي أكدت أن الجزائر استجابت لطلب من الجيش السوري بضرورة التعاون لقمع الحراك الشعبي على ضوء التجربة الجزائرية في التسعينات.