في قراءة للنتائج الأولية للانتخابات الجماعية والجهوية، التي تمكن حزب "العدالة والتنمية" فيها، من اكتساح نتائج أغلب الجماعات والجهات، قال الأستاذ الباحث في العلوم السياسية محمد شقير، إن نسبة المشاركة كانت لا بأس بها، وقد فاقت كل التوقعات، فبعد أن كان من المنتظر أن لا تفوق النسبة 40 بالمئة وصلت إلى 52 بالمئة. واعتبر المحلل السياسي، في تصريح ل"الأيام 24"، أن ارتفاع نسبة المشاركة هو مؤشر لعب لصالح الحزب المكتسح "العدالة والتنمية"، وسمح له باختراق معاقل أحزب "الاستقلال" و"الاتحاد الاشتراكي" و"الأصالة والمعاصرة"، خصوصا بمدينة طنجة التي تعاقب قياديو "الجرار" على تسيير شأنها المحلي، مضيفا، "البيجيدي يسجل هدفا في مرمى البام على مستوى مدينة البوغاز".
أما عن النتيجة التي حققها "البيجيدي" بمدينة فاس والإطاحة بحميد شباط الأمين العام لحزب "الاستقلال"، قال شقير، إن هذه النتيجة تعتبر هي أكبر انتصار ل"المصباح"، إذ أن الصراع بين الحزبين لم يكن سياسيا فقط، بل إنه كان صراعا شخصيا بين الأمينين العامين للحزبين، وهما عبد الإله بنكيران وحميد شباط. وذلك من خلال المواجهات الكلامية، يضيف المحلل، التي كانت بين زعيمي الحزبين. ويرى المتحدث أن صعود البيجيدي بفاس على حساب شباط سيساهم بشكل كبير في الرفع من شعبيه الحزب الإسلامي وأمينه العام على وجه الخصوص.
وأشار محمد شقير أن "العدالة والتنمية" تمكن أيضا من اختراق أهم معاقل "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" وهو مدينة أكادير، والتي دبر الاتحاديون شأنها المحلي لأزيد من 31 سنة. ومن بين أهم انتصارات "المصباح"، حسب تصريح المتحدث ل"الأيام 24"، هو تواجده البارز في الجهة الشرقية على حساب كل من حزبي "الحركة الشعبية" و"الأصالة والمعاصرة".
وعكست النتائج الأولية، يقول الباحث في العلوم السياسية، "تواجدا كبيرا إن لم نقل اكتساحا لحزب العدالة والتنمية للخريطة الجماعية والجهوية". ويعود الفضل في هذا النجاح لتمكن الحزب من تغطية مختلف الدوائر خلال الحملة الانتخابية، التي قادها أهم قياديي الحزب وعلى رأسهم عبد الإله بنكيران، وهذا ما ساعد في حصول الحزب على هذه النتائج، حسب شقير.
وفي استعراض لأهم الأسباب التي كان لها الفضل في تحقيق الاكتساح الذي حققه "البيجيدي"، قال شقير، إن رفع شعارات تخليق الحياة العامة ونظافة أيدي الحزب وعدم لجوئه إلى المال ساعد على تحقيق هذه النتائج. إضافة إلى أن عدم تواجده بشكل كبير في الشأن المحلي ساهم في مراهنة الناخبين عليه، واعتبارهم أنه أفضل من الأحزاب التي تعاقبت على تسيير شأنهم، خصوصا مع انفجار عدد من الفضائح لهؤلاء بمختلف المدن. كما أن الناخبين اعتبروا التصويت على "العدالة والتنمية" هو تصويتا عقابيا لباقي الأحزاب.
وفي ختام حديثه مع "الأيام 24"، صرح شقير أنه يظن أن هذا النجاح كان سيظهر لو أن الانتخابات الحالية جرت في سنة 2012، حسب ما كان مقررا لها، وهذا امتداد لفوز الحزب في الانتخابات التشريعية لسنة 2011.
وأكد المحلل السياسي أن هذه النتيجة ستدعم الحزب وتجعله متواجدا في انتخابات مجلس المستشارين وكذا انتخابات 2016، دون أن ينسى المتحدث الإشارة إلى التحالفات التي سيجريها الحزب على مستوى الجماعات والجهات، قائلا "المسألة ليست فقط اكتساح إنما طبيعة التحالفات التي قد تغير الصورة بعد أسبوعين من اليوم".