برزت نتائج أربعة استبيانات أعلن عنها في الجزائر، الاثنين، نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، الثلاثاء، أنّ غالبية السكان المحليين لا يؤمنون بالأحزاب الناشطة، وذهب رُبع من شملتهم الاستبيانات إلى أنّ السلطات لا تحترم خياراته ذكر السوسيولوجي “ناصر جابي” رئيس مشروع البحث الذي جرى بالشراكة مع سبعة مراكز بحث عربية، أنّ الاستبيانات الأربعة أشرفت عليها جامعة “أبردين” الإسكتلندية وبتمويل الاتحاد الأوروبي في سياق دراسة ما يتصل ب “الربيع العربي” في بلد شكّل الاستثناء. وخلصت الاستبيانات التي أجريت تواليا في أعوام 2006، 2011، 2013 و2015، وشملت فئات مختلفة على طول الجزائر، أنّ 1.2 بالمئة فقط ينتمون إلى تشكيلات سياسية، وبرّر 76 بالمائة ذلك بكونهم لا يضعون الثقة في الأشخاص، ويرى هؤلاء أنّ “الأحزاب هي المؤسسات الأقل شرعية”، بينما أشار 50.4 بالمئة إلى أنّ الحكومة والبرلمان يحترمان إرادة المحكومين في التشريع، خلافا لأربعين في المئة جزموا أنّ السلطات لا تحترم خيارات الشعب. وكشف 55.6 بالمئة عن “تديّن إلى حد ما”، في حين شدّد 32 بالمئة على أنّهم متدينين بالكامل، على نقيض 5 إلى 8 بالمئة أكّدوا أنهم غير متدينين، وأبدى 76 بالمئة تطلعهم لإقرار قوانين تقوم على الشريعة الإسلامية في مقابل معارضة 12 بالمئة، بينما أوقن نصف المستجوبين أنّ الإسلام يتطابق مع الديمقراطية، وشكّلت المواقف العصرية المتحررة ثلث العينة المستجوبة. واللافت أنّ 40 بالمئة من المشاركين قدّموا أنفسهم كجزائريين، بينما تموقع 36 بالمائة كمسلمين، 7.9 بالمائة كعرب و7.2 بالمائة كأمازيغ، فيما اختار 3 بالمائة ربط أنفسهم بالبلدة أو الجهة التي نشأوا فيها. وأبرز 25 بالمئة من المستجوبين رغبتهم في الهجرة، وبرّروا ذلك بالمستوى المعيشي غير الجيد ونوعية الحياة التي يكابدونها في وطنهم الأمّ. وحرص عرّابو الاستبيانات على التنويه بأنّ العملية ليست “تمثيلية” ولا يمكن أن تكون مرآة عاكسة لتوجهات غالبية مواطنيهم في مجتمع يستوعب 40 مليونا.