بدأ المواطن الجزائر يعبر عن سخطه وغضبه من الاوضاع المتأزمة بسبب السياسات المتبعة من طرف نظام العسكر والمخابرات الذي سطا على هياكل الحكم بالبلاد منذ استقلالها بداية الستينيات من القرن المنصرم، وهو ما جعل أكثر من نصف السكان يرغبون في الهجرة إلى الخارج.. وكشفت خلاصة المؤشر العربي لسنة 2015، الذي يعده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن 40 في المائة من الجزائريين المستجوبين عبروا عن تقييم "سيئ" للوضع الاقتصادي بالبلاد.
وعلى ضوء هذه النتيجة تحديدا، يسود وسط المجتمع الجزائري "تخوف" بنسبة 55 بالمائة من المواطنين من انتقاد الحكومة، وهو ما يكشف عن ان القمع ومصادرة حقوق الانسان لا تزال هي سيدة الموقف في بلاد المليون ونصف شهيد..
ويتقاطع هذا الوضع الاقتصادي "السيئ" للجزائر، مع تحليل أعطاه المؤشر العربي لأسباب الهجرة. فقد بينت النتائج أن 59 بالمائة من الجزائريين يرغبون في الهجرة لأسباب اقتصادية، على عكس دول عربية أخرى الذين يفضلون الهجرة لدوافع أمنية.
وقد شملت دراسة المؤشر كل مناحي الحياة في الجزائر، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية.
ففي تقييم الجزائريين للوضع الاقتصادي الذي يعاني انهيارا لأسعار البترول الذي يمثل 98 بالمائة من الدخل العام، أظهرت النتائج أن 40 بالمائة من العينة المستجوبة ينظرون ب"سوء" إلى الوضع الاقتصادي، و13 بالمائة لهم صورة "سيئة جدا"، بينما 7 بالمائة من العينة ذاتها يعتقدون أنها جيدة.
وأنجز استطلاع المؤشر العربي لعام 2015، بحسب الورقة التعريفية للدراسة التي نشرها المركز على موقعه الإلكتروني أول أمس الاثنين، خلال الفترة ما بين ماي و شتنبر 2015، في 12 بلدا وهي الجزائر والسعودية والكويت والعراق والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان وتونس والمغرب وموريتانيا.