كتب محتات الرقاص مدير جريدة "بيان اليوم" الناطقة باسم حزب التقدم والاشتراكية، مقال رأي نشر في بوابة الحزب، حول حالة "البلوكاج" التي يعيشها المشهد السياسي منذ شهور، جاء فيه، ".. كم نحن اليوم في حاجة إلى تمتين الإنصات إلى العقل وإلى دروس التاريخ، ومواقف القادة التقدميين الكبار في بلادنا، وكم نحن في حاجة لنقول لبعض ساستنا:(الرجوع لله)، وأن نتمعن جيدا في قرار شعبنا الذي عبر عنه في سابع أكتوبر الماضي، وأن نستحضر السياقات كلها، وأن نقرأ واقعنا ومحيطنا ببعد نظر، وأن لا نلوي عنق بديهيات السياسة لنمنحها معنى آخر يريح الوهم المسيطر على عقولنا". وكان قد قال في مطلع المقال، ".. يمكن للسياسيين إطلاق التصريحات التي يشاؤون وممارسة التصعيد اللفظي الذي يريحهم، وإقتراف لعبة تقزيم أحجام الآخرين كما يريدون أو النفخ في مقدراتهم هم وفي أحجامهم حتى عندما يكون الكل على علم بأنها متخيلة وخاوية وبلا قيمة، ولكن لا يمكن لكل هذا أن يصل بمرتكبه حد"التنظير"للتراجع وإفراغ كل المحتويات من معناها. الثابت هنا أن القوى الديموقراطية يجب أن تصر على جعل الإنتخابات والتنافس السياسي يقومان على الأفكار والبرامج، أي فيما بين الأحزاب، وهذه الأخيرة يجب أن تكون قوية ومستقرة وموحدة وذات قرار مستقل، وسواء تشكلت الحكومة المرتقبة وفق هذا السيناريو أو غيره، فالأساسي هو أن تبقى الثوابت الديموقراطية والمرجعية موضوع إتفاق وسط الطبقة السياسية جميعها، لأن الأمر يتعلق بأفق إستراتيجي لا صلة له بحساب ظرفي مهما كانت اليوم مشتعلة حدته المزاجية أو الإنتفاعية. أشياء أخرى يريد بَعضُنَا أن يقنعنا أنها هي السياسة وهي الوطن وهي الصواب وهي... التذاكي على كل الآخرين". وجاء في المقال أيضا، ".. إن السياسة في المبدأ هي تفاوض وأخذ وعطاء بين الأطراف، وهي تنازلات متبادلة، وكل ذلك في استحضار واع لمعطيات الواقع، وللفرق بين الثانوي والجوهري في كل الأشياء، ولحيثيات السياق، لكن شهور"البلوكاج"عندنا، أبانت عن قدرة عدد من قياداتنا الحزبية على السير عكس الإتجاه، وبعض هذه الزعامات يصر على المشي أعمى بلا نظر إلى مصلحة الوطن أو إلى المستقبل. هل يعرف هؤلاء أن البلاد تشهد بالفعل إنسدادا حقيقيا في السياسة وفِي الإقتصاد وفِي... الأفق العام؟..".