أعلنت السلطات الكوبية اليوم السبت الحداد الوطني لتسعة أيام بعد ساعات على وفاة زعيم الثورة فيدل كاسترو عن عمر ناهز تسعين عاما. وأعلن مجلس الدولة في بيان قصير "الحداد الوطني لتسعة أيام" اعتبارا من اليوم السبت وحتى الأحد 4 دجنبر المقبل. وأوضحت الهيئة العليا للسلطة في كوبا أن "كل الأنشطة والعروض العامة ستتوقف" بشكل خاص. وكان الرئيس الكوبي راؤول كاسترو أعلن في بيان تلاه عبر التلفزيون الوطني "توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة 22.29 هذا المساء" (03.29 بتوقيت غرينتش فجر السبت). ولم يوضح راؤول كاسترو أسباب الوفاة، لكنه قال إن الجثة ستحرق، وقال "بناء على رغبة عبر عنها الرفيق فيدل سيتم حرق جثمانه في الساعات الأولى" من يوم السبت. وأضاف الرئيس الكوبي أن جثمان شقيقه فيدل سيجري حرقه وفقا لرغبة المتوفى، دون مزيد من التفاصيل عن تفاصيل جنازة زعيم الثورة الكوبية. ووفقا لتقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، أبدى سكان العاصمة هافانا حزنهم عند سماعهم نبأ وفاة فيدل كاسترو، في حين أبدى كثير من المنفيين في ميامي الأميركية فرحا بهذا النبأ وأطلقوا أبواق سياراتهم. وجاءت وفاة كاسترو بعد مرور ثلاثة أشهر على احتفالات بعيد ميلاده التسعين، حيث نظمت احتفالات حاشدة في العاصمة هافانا في 18 غشت الماضي شارك فيها الآلاف، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وتزامنت مع كرنفال هافانا السنوي. وكان فيدل كاسترو اعتزل السلطة عام 2006 بسبب تردي حالته الصحية، حيث تولى أخوه الأصغر راؤول كاسترو مهامه قبل أن يجري تعيين الأخير بشكل رسمي رئيسا للبلاد عام 2008، لكن فيدل ظل محتفظا بلقب "الزعيم الأسطوري". وتذكر وكالات الأنباء أن فيدل كاسترو نجا من أكثر من ستمئة محاولة اغتيال، وتحدى عشرة رؤساء أميركيين، وواكب أكثر من نصف قرن من التاريخ. وولد فيدل كاسترو في 13 غشت 1926 بمقاطعة أورينت (جنوب شرق كوبا) لأب مزارع من أصل إسباني، وأم كانت خادمة لزوجة والده الأولى. وتلقى تعليمه الأولي في مدارس داخلية يسوعية في سانتياغو، ثم انتقل للمدرسة الثانوية الكاثوليكية بيلين في مدينة هافانا، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة المدينة نفسها عام 1945. وبعد سقوط نظام فولغنسيو باتيستا في الأول من يناير 1959 أصبح كاسترو القائد العام للقوات المسلحة، وبعدها بأسابيع أدى اليمين الدستورية رئيسا لمجلس الدولة ورئيسا لوزراء كوبا حتى عام 1976، وبعدها بأشهر تولى منصب رئيس الدولة حتى 19 فبراير2006، حيث تخلى عن الرئاسة بسبب حالته الصحية المتدهورة.