على عكس التيار، انتقد امحمد جبرون، المفكر والعضو المعروف في حركة التوحيد والإصلاح، وحزب العدالة والتنمية، طريقة حزبه في تدبير المشاورات الحكومية، كما أعاب على الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران استرتيجياته في مواجهة التحكم، والاستمرار في فعل ذلك بعد انتخابات 7 أكتوبر. وقال اجبرون في حوار مع "أخبار اليوم" نشر اليوم الخميس، إن الصعوبات التي يعانيها حزب العدالة والتنمية في تشكيل الحكومة "هي إحدى مظاهر أعطاب الديمقراطية"، لكنها أيضا "مقتضى من مقتضيات التحكم الذي تمارسه الجهة الراعية للانتقال الديمقراطي من جهة ثانية، وهي – أيضا – تعبير عن طبيعة المرحلة التي يمر بها المغرب في سعيه لإنجاح التحول السياسي الهادئ". واعتبر جبرون في حواره مع الصحفي منير أبو المعالي، أن البيجيدي "صعب على نفسه المهمة من خلال أولا سوء فهم إشكالية عسر التحول الديمقراطي وتركيزه على الجانب التقني؛ ومن خلال كثرة الخطوط الحمر التي وضعها، ومن خلال التباسات الخطاب". ويرى جبرون أن هناك سوء فهم وتقدير لقوة التحكم من لدن البيجيدي، ف"التحكم اليوم في كلمتين هو عقل الدولة، وحزب العدالة والتنمية اليوم يؤدي، وغدا سيؤدي، ثمن سوء الفهم والتقدير هذا، وسيجد صعوبات كبيرة جدا في سعيه للإسهام في الإصلاح بمغرب، والاندماج في النسيج السياسي، إذا استمر على هذا النهج، والأخطر في المسألة والذي يخيفني – شخصيا – هو الزيف الذي قد يلحق وعي الرأي العام السياسي جراء هذا الصراع، بحيث يمسي معتقدا أن راعي البناء الديمقراطي (المؤسسة الملكية) راع غير نزيه، ومنحاز لاختيارات غير ديمقراطية، وهذا من شأنه أن يستعيد توترات القرن الماضي، ويضعف شرعية الدولة، ويفقد ما تبقى من الثقة في السياسة. وهذه كلها كواث". وبخصوص زعماء الأحزاب التي يفاوضها بنكيران حتى الآن دون نتيجة، يقول جبرون: "لا أعتبر كل من يبتز ابن كيران أو يمانع في التحالف معه هو بالضرورة امتداد للتحكم، فبعض الأحزاب تقدر أن مصالحها السياسية تتحقق بالابتعاد عن بنكيران ولا تتحقق بالتقارب معه. ولكن في الآن نفسه، يجب الإقرار أن بعض هذه الأحزاب تتلقى التعليمات والتوجيهات، لأنها ببساطة ليست أحزابا ولا تتوفر فيها من الناحية النظرية مقومات الحزب بما فيها مقوم التنظيم، فهي مجموعة وظيفية مركزية تتسمى بالحزب وتقوم بأدوار سياسية". ويضيف: "إن هذه الأحزاب بنوعيها (المستقلة والوظيفية) بينها مصلحة مشتركة في تحجيم العدالة والتنمية وتنفيذ أجندة التحكم، ولهذا ما يحصل ليس أمرا مستغربا، بل أكثر من ذلك أمر متوقع، وطبيعي".