أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت عن "استعداده لحوار بنّاء مع الراغبين في السلام"، وذلك خلال لقائه بسان بطرسبرغ الوسطاء الأفارقة بخصوص الحرب في أوكرانيا، مشيدا ب"مقاربتهم المتوازنة" حيال هذه الأزمة.في المقابل، شدد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا الذي يترأس وفد الوساطة الأفريقي حول النزاع الأوكراني على أن "الحرب يجب أن تنتهي". روسيا مستعدة "لحوار بناء" مع الراغبين في السلام، هذا ما أكده الرئيس فلاديمير بوتين السبت خلال اجتماعه في سان بطرسبرغ بوفد الوساطة الأفريقية الذي يسعى لوقف الحرب التي تشنها موسكو على جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير 2022. وقال بوتين في مستهل هذا الاجتماع في سان بطرسبرغ بشمال غرب روسيا "نشيد بمقاربة متوازنة لأصدقائنا الأفارقة حيال الأزمة الأوكرانية"، مضيفا "نحن منفتحون على حوار بناء مع الراغبين في سلام يستند الى مبادئ العدالة مع أخذ المصالح المشروعة للأطراف في الاعتبار". وتابع بوتين "في روسيا، نكن احتراما كبيرا لموقف الدول الأفريقية من أجل الحفاظ على الاستقرار (…) وندعم تطلعاتها نحو سياسة سلمية". وتابع أنه "يقدر" مساعي هذه الدول بحثا عن سبل لتسوية النزاع الأوكراني، مشددا على أن "التعزيز الشامل للعلاقات مع دول القارة الأفريقية هو أولوية في السياسة الخارجية" الروسية. في المقابل، شدد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا الذي يترأس وفد الوساطة الأفريقية حول النزاع الأوكراني على أن "الحرب يجب أن تنتهي" في أوكرانيا. وقال رامابوزا "لا يمكن لحرب أن تستمر إلى ما لا نهاية (…) هذه الحرب يجب أن تنتهي"، مضيفا "من مصلحتنا المشتركة ان تنتهي هذه الحرب" ومشددا على أن الدول الأفريقية "تتأثر في شكل سلبي" بهذا النزاع. إضافة الى رامابوزا، يضم الوفد ثلاثة رؤساء آخرين هم ماكي سال (السنغال) وهاكايند هيشيليما (زامبيا) وغزالي عثماني (جزر القمر) الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، فضلا عن ممثلين للكونغو وأوغندا ومصر. والتقى الوفد ببوتين في روسيا بعدما اجتمع الجمعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف. وقال رئيس جزر القمر "نحن هنا للاستماع إليكم، للاستماع الى صوت الشعب الروسي". وأضاف "نحن هنا لإقناع البلدين بسلوك طريق الحوار". وفي لقاء الجمعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف للتوسط بين البلدين، اقترح الوفد الجمعة وساطة سلام في النزاع، مؤكدا ضرورة حصول "وقف للتصعيد من الجانبين"، إلا أن الرئيس الأوكراني رفض ذلك، منددا بعملية "غش" من جانب روسيا. وأكد زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع القادة الأفارقة المشاركين في الوفد: "من الواضح أن روسيا تحاول مجددا استخدام تكتيكها القديم القائم على الغش، لكن روسيا لن تنجح بعد اليوم في الاحتيال على العالم، لن نمنحها فرصة ثانية". إن السماح بأي تفاوض مع روسيا الآن "يعني تجميد الحرب"، وتابع قائلا إن "أي تفاوض مع روسيا الآن، فيما المحتل لا يزال على أرضنا، يعني تجميد الحرب وتجميد الألم والمعاناة". ورحب حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالوساطة، لكنه شدد على أن "الحل العادل" الوحيد هو الذي يعتبر روسيا المعتدي في هذه الحرب. من جانبه، أكد بوتين الجمعة أن الهجوم الأوكراني المضاد على الجبهة "لا يملك أي فرصة للنجاح"، وأن الدول الغربية ستضطر في النهاية للحوار معه بشروطه، مشددا "سنرى متى سنتحدث إليها وما هي مواضيع البحث". ورأى الرئيس الروسي مجددا أن النازيين الجدد يتحكمون بأوكرانيا لتبرير هجومه العسكري، ووصف نظيره الأوكراني وهو يهودي بأنه "عار على الشعب اليهودي". وقال خلال منتدى اقتصادي في سان بطرسبرغ "لدي الكثير من الأصدقاء اليهود. ويقولون إن زيلينسكي ليس يهوديا بل هو عار على الشعب اليهودي. أنا لا أمزح". ويضم الوفد الأفريقي أربعة رؤساء إلى جانب رامابوزا، هم ماكي سال من السنغال وهاكيندي هيشيليما من زامبيا وغزالي عثماني من جزر القمر التي تترأس الاتحاد الأفريقي، فضلا عن ممثلين للكونغو وأوغندا ومصر. وكان الوفد قد وصل إلى كييف قبل ظهر الجمعة، وبعيد ذلك استهدفت منطقة العاصمة الأوكرانية بهجوم بصواريخ روسية أدت إلى إطلاق صفارات المضادات الأرضية التي تلتها انفجارات. وأدى الهجوم إلى إصابة ما لا يقل عن سبعة أشخاص بجروح على ما أفادت الشرطة الأوكرانية. باشر الوفد الأفريقي مهمته بزيارة بوتشا في ضاحية كييف، حيث يُتهم الجيش الروسي بقتل مئات المدنيين في بداية الحرب. ويحاول الكرملين استقطاب القادة الأفارقة إلى معسكره، مقدما روسيا على أنها سد منيع أمام الإمبرالية الغربية، ومتهما الغرب بمنع صادرات الحبوب والأسمدة الروسية الضرورية إلى أفريقيا جراء العقوبات. بموازاة ذلك، أعلن بوتين الجمعة وصول أول دفعة من الرؤوس النووية إلى بيلاروسيا، مكرسا بذلك انتشارا كان أعلنه في موسكو في مارس.