وجه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نداءً عقب لقاء جماهري عقده بمدينة العيون بالاأقاليم الجنوبية، ترأسه الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر وبحضور أغلب قيادات الحزب المحلية والوطنية. وجاء في نص النداء الذي توصل "الأول" بنسخة منه: "يحيي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عاليا المناضلات والمناضلين، قواعد وقيادات، محلية واقليمية وجهوية، وممثلين في المؤسسات التمثيلية في أقاليمنا الجنوبية العزيزة ، وخصوصا في إقليم الساقية الحمراء وقلبها العيون المنارة، الذين سهروا على نجاح اللقاء الوطني المنعقد تحت شعار «القضية الوطنية ورهانات التنمية»، ويشد على أياديهم امتنانا وعرفانا بما قدموه من أجل نجاحه، ذلك بما جُبلوا عليه من سمو في الأخلاق وحس رفيع بالمسؤولية وتقديس للروح الوطنية ، وامتنانا أيضا لما قدمه أبناء الصحراء، جيلا بعد جيل من تضحيات ومواقف صامدة للدفاع عن حرمة ترابنا الوطني..حريصين على حماية حريته وحراسة حدوده وتحصين مكاسبه الوحدوية". وتابع النداء، "لقد أبانت أجيال الصحراويين والصحراويَّات عن طهارة معدنها وصلابته في كل المعارك التحريرية، بقيادة رموز الصحراء الخالدة، من علماء وقادة وأولياء ومجاهدين وشيوخ، مما بوأها اليوم مرتبة الذراع القوية والدرع الأقوى لتأمين نمو أقاليمنا الجنوبية وازدهارها واستقرارها". وقال الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في "نداء العيون": "ومن قلب الصحراء الأبية ، وعلى ترابها المبارك يستحضر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، باعتباره تاريخيا ووظيفيا استمرارا لحركة التحرير الوطني الشعبية، كل التضحيات التي قدمتها أجيال مناضليه، من الوطنيين الأفذاذ، السباقين إلى مناهضة الاستعمار ومن مؤسسي المقاومة وجيش التحرير، والذين جعلوا الوطنية نِبْراسهم والذود عن حياض الوحدة الوطنية هويتهم والربط العضوي بين النضال من أجل الديموقراطية والنضال من أجل الوحدة الوطنية مبدأهم، كما يستحضر كل القادة والمناضلين، في المنافي ، في الجزائر وفي ليبيا وفي المشرق العربي، والذين لم تسْتمِلْهم الوعود الانفصالية ولا أغرتهم المعادلات البراقة المقدمة من أنظمة البلدان التي كانت تعادي نظام بلادهم، فصبروا واصطبروا وتعاهدوا على الوفاء لقَسَم التضحية وقيمها من أجل الوطن ووحدته، ورفضوا كل العروض الانقسامية، مولِّين وجوههم شطر المغرب المبارك. وبالرغم من أن شروط سنوات الرصاص لم تكن ، أحيانا، تسعف كل مناضلي الحزب ، في الداخل وفي الخارج في المشاركة العلنية ميدانيا وسياسيا ، فقد ظلوا حاملين لواء الوطن والوطنية ، والوحدة والأمل في غد أفضل.. وعلى أرض الصحراء المجيدة، يستحضر الاتحاديات والاتحاديون، ما قدمه المغرب عبر الاجيال في مواجهة أكبر وأطول مؤامرة في التاريخ المعاصر، رامت فصل جنوبه عن شماله مؤامرة التقت حولها الكثير من القوى، في امتداد مشبوه للمخططات الاستعمارية الأوَّلية، التي انبت على تفكيك الوحدة الوطنية وتوزيع البلاد بين الامبرياليات". وأضاف،" ويستحضر الاتحاديون والاتحاديات، قوافل الشهداء من أبناء الوطن الجنود والضباط ، الذين سقطوا في ساحة الشرف،تحت راية القوات المسلحة الملكية ويقفون بإجلال وخشوع أمام أرواحهم الطاهرة التي استرْخصوها في سبيل مجد التراب الوطني.. ويرفع الاتحاد عاليا تثمينه وتقديره و مباركته للقيادة السامية لجلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، نصره الله على أعدائه وأعداء البلاد ، ويعلن في الوقت ذاته انتماءه الى الحكمة البليغة المنقطة النظير التي يدبر بها جلالته ملف وحدتنا الوطنية، وما تراكم لبلادنا من رصيد إيجابي قوَّى العلاقة العضوية والوجدانية بين الوطن وجنوبه، وبين أبناء الاقاليم الصحراوية ووطنهم ، وانصهار الجميع في هوية وطنية موحدة دينامية متراصة للدفاع عن الوحدة الترابية". وتابع، "لقد اقتضت الحكمة الملكية أن تُقوِّي مكاسب بلادنا بالتواجد في كل جبهات الدفاع والترافع، بعيدا عن أية ديبلوماسية يُفهم منها تفويض المعركة لأصدقائنا وأشقائنا نيابة عنا ، بل يسجل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، من هنا، من أرض التلاحم بين التاريخ والإنسان المغربيين ، أن بلادنا قد حققت منجزات متينة، عبر محطات مفصلية غيَّرت من معايير التناول الدولي للقضية، ومنها على وجه التحديد، عودة المغرب الى عائلته المؤسساتية الاتحاد الافريقي، مما أفسد مخططات الخصوم بعزله وتأليب الرأي العام الافريقي ضده، بل واقتحم قلاعا افريقية كانت تعد من باب غنائم الحرب ضد بلادنا من لدن اعداء الوحدة الترابية للمملكة. وقد قاد جلالة الملك هذه الديبلوماسية المقدامة بجرأة وتبصر أديا إلى جعل بلادنا صوت افريقيا وحاملة لواء التحرر الافريقي الحديث .. وجعلُ بلادنا صانعة الحدث الدولي، من خلال تحقيق شراكات جيوستراتيجية حاسمة، ليس بالنسبة لقضيتنا الوطنية فقط بل لصالح الاستقرار الاقليمي والقاري ، وذلك بتحقيق انتصارات دولية ، عبْر تغيير الكثير من معادلات الجيوستراتيجية في الحوض المتوسط وفي غرب افريقيا ، بل في الساحة الدولية، حيث أعلنت عواصمُ صنعِ القرار الدولي عن تفهمها لمطالب المغرب وإقرارها بأولوية القضية الوطنية بالنسبة لبلادنا، في بناء الشراكات والعلاقات والمبادلات". وأيضاً حسب النداء، " الإنجاز التاريخي باعتراف الولاياتالمتحدةالامريكية، حاملة القلم في قضية وحدتنا الترابية بالسيادة المغربية على الصحراء، عبر الاتفاق الثلاثي التاريخي الذي غير من معطيات السياسة الدولية في المنطقة الأورومتوسطية، وسمح بإسقاط قناع العديد من الشركاء الملْتبسين، ودفع بعض العواصم التي تتبنى مواقف غير واضحة الى الكشف عن ازدواجيتها ومخادعتها في دعم المغرب، وزايد الدعم الدولي لمطالب المغرب المشروعة حيث أصبح الاعتراف بمصداقية وجدية مقترح الحكم الذاتي من عناوين الديبلوماسية الدولية والانصراف عن «جمهورية» الوهم فوق التراب الجزائري موقفا متزايدا باضطراد ومسعى ثابتا في السياسة الدولية". مضيفاً، "إن الاتحاد الاشتراكي، وهو يتابع يوميا المنجزات غير المسبوقة فوق ترابنا الوطني في الاقاليم الجنوبية، ليعرب عن عميق اعتزازه بالنجاح المتواصل للنموذج التنموي اقاليمنا الجنوبية، ويقف اليوم، هنا فوق تراب الصحراء الجليلة لمعاينة التحولات الكبرى الايجابية التي تحدث في الاقاليم الجنوبية، و يحيي الارادة الملكية التي اعطت انطلاقته هنا في العيون في نونبر 2015 وفي الداخلة في فبراير 2016 وإذ يشيد الاتحاد بالنسبة العالية التي تحققت من انجاز هذا النموذج على أرض الواقع، يعتبر إن المغرب يقيم الدليل على جدية ومصداقية الحكم الذاتي باعطائه المضمون المادي واللامادي الملموس، باستفادة أبناء الصحراء من ثروات المنطقة، حصرا ومن ثروات الوطن إجمالا، والاستجابة لتطلعات وانشغالات الساكنة. كما يكرس ميدانيا المشروع المغربي من أجل السلام، والتنمية والاندماج الاقتصادي الإفريقي..." وأعلن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من "العيون حاضرة الصحراء وحاضنة الوطنية عن انحيازه الثابت و اللامشروط إلى الرؤية الملكية المتبصرة والصارمة صرامة الحق والحقيقة، والتي جعلت من الاعتراف بحقوق المغرب المشروعة في صحرائه، قاعدة للتعامل الدولي، « والنظارات« التي يقيس بها المغرب جدية الشراكات ونجاعة الصداقات، كما ورد ذلك على لسان جلالته في خطاب 20 غشت 2022.. ومن لا يرى الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه لن يراه المغرب!، وإذ يحيي جنودنا البواسل المرابضين لحماية حدود أرضنا المباركة، يدعو إلى التلاحم الوطني، وتصليب الجبهة الداخلية وتقوية المناعة الوطنية، الأمر الذي شكل دوما الصخرة الصلبة التي انهارت أمامها كل المخططات والنوايا والهجومات التي استهدفت المغرب عبر تاريخه العريق. عاش المغرب موحدا حرا مزدهرا وأبيا مستعصيا على النوايا الاستعمارية الجديدة منها والقديمة.."