عبر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن اعتزازه بالنجاح المتواصل وبالتحولات الكبرى الإيجابية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة في إطار نموذجها التنموي، مشيدا بالإرادة الملكية للملك محمد السادس التي أعطت انطلاقته بمدينتي العيون شهر نونبر 2015 وفي الداخلة فبراير 2016. وأعرب الحزب ضمن "نداء العيون"، الذي صدر على هامش مهرجان خطابي نظمه بعاصمة الصحراء المغربية يوم أمس السبت، عن تثمينه وتقديره لمجهودات الملك محمد السادس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، مشيرا إلى "الحكمة البليغة والمنقطعة النظير التي يدبر بها الملك ملف وحدتنا الوطنية، وما تراكم لبلادنا من رصيد إيجابي قوَّى العلاقة العضوية والوجدانية بين الوطن وجنوبه، وبين أبناء الأقاليم الصحراوية ووطنهم، وانصهار الجميع في هوية وطنية موحدة، وفي دينامية متراصة للدفاع عن الوحدة الترابية". وأبرز النداء، الذي تلاه عضو المكتب السياسي لحزب "الوردة" عبد الحميد جماهري، أن "أجيال الصحراويين والصحراويَّات أبانت عن طهارة معدنها وصلابته في كل المعارك التحريرية، بقيادة رموز الصحراء الخالدة، من علماء وقادة وأولياء ومجاهدين وشيوخ، مما بوأها اليوم مرتبة الذراع القوية والدرع الأقوى لتأمين نمو أقاليمنا الجنوبية وازدهارها واستقرارها". واستحضر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ضمن ذات النداء الذي من المنتظر أن ينشر ضمن عدد يوم غد من يومية الاتحاد الاشتراكي، كل "التضحيات التي قدمتها حركة التحرير الوطني الشعبية وأجيال مناضليه، والذين لم تسْتمِلْهم الوعود الانفصالية ولا أغرتهم المعادلات البراقة المقدمة من أنظمة البلدان التي كانت تعادي نظام بلادهم، فصبروا واصطبروا وتعاهدوا على الوفاء لقَسَم التضحية وقيمها من أجل الوطن ووحدته، ورفضوا كل العروض الانقسامية، مولِّين وجوههم شطر المغرب المبارك". "وبالرغم من أن شروط سنوات الرصاص لم تكن أحيانا تسعف كل مناضلي الحزب، في الداخل وفي الخارج في المشاركة العلنية ميدانيا وسياسيا، فقد ظلوا حاملين لواء الوطن والوطنية ، والوحدة والأمل في غد أفضل"، يضيف المصدر، قبل أن يستطرد: "على أرض الصحراء المجيدة، يستحضر الاتحاديات والاتحاديون، ما قدمه المغرب عبر الأجيال في مواجهة أكبر وأطول مؤامرة في التاريخ المعاصر، رامت فصل جنوبه عن شماله مؤامرة التقت حولها الكثير من القوى، في امتداد مشبوه للمخططات الاستعمارية الأوَلية، التي انبنت على تفكيك الوحدة الوطنية وتوزيع البلاد بين الإمبرياليات". كما استحضر الاتحاديون والاتحاديات "قوافل الشهداء من أبناء الوطن الجنود والضباط، الذين سقطوا في ساحة الشرف، تحت راية القوات المسلحة الملكية ويقفون بإجلال وخشوع أمام أرواحهم الطاهرة التي استرْخصوها في سبيل مجد التراب الوطني". وذكر النداء، أن بلادنا حققت منجزات متينة، عبر محطات مفصلية غيَّرت من معايير التناول الدولي للقضية، ومنها على وجه التحديد "عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي، إلى جانب تحقيق شراكات جيوستراتيجية حاسمة، ليس بالنسبة لقضيتنا الوطنية فقط بل لصالح الاستقرار الاقليمي والقاري، وذلك بتحقيق انتصارات دولية، عبْر تغيير الكثير من معادلات الجيوستراتيجية في الحوض المتوسط وفي غرب إفريقيا، بل في الساحة الدولية، حيث أعلنت عواصمُ صنعِ القرار الدولي عن تفهمها لمطالب المغرب وإقرارها بأولوية القضية الوطنية بالنسبة لبلادنا، في بناء الشراكات والعلاقات والمبادلات". وفي هذا الإطار، أشار المصدر أيضا، إلى الإنجاز التاريخي الذي حققه المغرب لصالح قضيته الوطنية، من خلال اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء، والذي "سمح بإسقاط قناع العديد من الشركاء الملْتبسين، ودفع بعض العواصم التي تتبنى مواقف غير واضحة إلى الكشف عن ازدواجيتها ومخادعتها في دعم المغرب"، فضلا عن تزايد الدعم الدولي لمطالب المغرب المشروعة حيث أصبح الاعتراف بمصداقية وجدية مقترح الحكم الذاتي من عناوين الديبلوماسية الدولية والانصراف عن "جمهورية' الوهم فوق التراب الجزائري موقفا متزايدا باضطراد ومسعى ثابتا في السياسة الدولية. وتابع نداء العيون: "إن الاتحاد الاشتراكي، وهو يتابع يوميا المنجزات غير المسبوقة فوق ترابنا الوطني في الأقاليم الجنوبية، يعرب عن عميق اعتزازه بالنجاح المتواصل للنموذج التنموي في أقاليمنا الجنوبية، ويقف اليوم، هنا فوق تراب الصحراء الجليلة لمعاينة التحولات الكبرى الإيجابية التي تحدث فيه، ويحيي الإرادة الملكية التي أعطت انطلاقته هنا في العيون شهر نونبر 2015 وفي الداخلة في فبراير 2016". واعتبر المصدر، أن ذلك يقيم الدليل على جدية ومصداقية الحكم الذاتي بإعطائه المضمون المادي واللامادي الملموس، باستفادة أبناء الصحراء من ثروات المنطقة ، حصرا ومن ثروات الوطن إجمالا، والاستجابة لتطلعات وانشغالات الساكنة، مؤكدا أن ذلك "يكرس ميدانيا المشروع المغربي من أجل السلام، والتنمية والإندماج الاقتصادي الإفريقي". وأعلن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن "انحيازه الثابت واللامشروط إلى الرؤية الملكية المتبصرة والصارمة صرامة الحق والحقيقة، والتي جعلت من الاعتراف بحقوق المغرب المشروعة في صحرائه، قاعدة للتعامل الدولي والنظارات التي يقيس بها المغرب جدية الشراكات ونجاعة الصداقات"، كما ورد ذلك على لسان الملك محمد السادس في خطاب 20 غشت 2022. وخلص النداء المذكور، بالدعوة إلى "التلاحم الوطني وتصليب الجبهة الداخلية وتقوية المناعة الوطنية، الأمر الذي شكل دوما الصخرة الصلبة التي انهارت أمامها كل المخططات والنوايا والهجومات التي استهدفت المغرب عبر تاريخه العريق"، مردفا : "عاش المغرب موحدا حرا مزدهرا وأبيا مستعصيا على النوايا الاستعمارية، الجديدة منها والقديمة".