توصلت محاكم المملكة خلال سنة 2020، بما يناهز 19 ألفا و926 طلبا للإذن بزواج القاصر، صدر بشأنها 13 ألفا و335 إذنا بالزواج، وفق ما كشف عنه الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة، محمد عبد النباوي، الذي أكد أن هذه الظاهرة مقلقة ووتجاوز الاستثناء، مخليا مسؤولية القضاة منها. وقال الداكي، اليوم الثلاثاء، في لقاء جهوي ببنجرير لتتبع وتقييم تفعيل الاتفاقية الإطار حول مكافحة الهدر المدرسي للوقاية من زواج القاصر، إن الإحصائيات والتقارير الرسمية الصادرة في هذا الموضوع تشير إلى أن المحاكم ما فتئت تتوصل بمزيد من طلبات الإذن بزواج القاصر، ما يجعل الظاهرة، بحسبه، "مقلقة وتتجاوز الاستثناء"، مشددا على أن "الواقع أنتج وضعية لا تساير على الوجه المطلوب فلسفة المشرع التي اتجهت إلى جعل هذا الزواج استثناء في أضيق الحدود". وصرّح رئيس النيابة العامة بأن "القضاة غير مسؤولين عن الأرقام المهولة من الطلبات الرامية إلى تزويج القاصرات لارتباط ذلك بمجموعة من العوامل السوسيو ثقافية والاقتصادية والتنموية وغيرها"، قبل أن يعود ويؤكد: "إننا مسؤولون جميعا عن الأرقام المرتفعة لزواج القاصر. وهو الأمر الذي يدعونا لعدم إفراغ الاستثناء التشريعي من محتواه والحرص الدائم على توخي المصلحة الفضلى للطفل كل من موقعه". وأشار المتحدث إلى إعلان مراكش 2020، بوصفه مبادرة رائدة تهدف لضمان التقائية التدخلات وتنسيقها، ودعم المقاربة التشاركية في مجال محاربة العنف ضد النساء والفتيات والحد من زواج القاصر، مبرزا أن زواج القاصر، يعد ظاهرة اجتماعية بامتياز يتداخل فيها القانوني بالاجتماعي بالاقتصادي بالديني بالثقافي، لذلك فهو يرى أن المقاربة القانونية أو القضائية وحدها لن تكون مجدية، بل يجب مساءلة باقي فضاءات التدخل كذلك، كالمدرسة والصحة والإعلام والمجتمع المدني دون أن نغفل دور الأسرة في ذلك وغيرها من الفضاءات المعنية بقضايا الطفولة في المغرب. الداكي، يعتبر أن من بين مسالك القضاء على زواج القاصر؛ تعليم عصري ملائم متاح للجميع عبر توفير الحماية القانونية والاعتبار الاجتماعي لجميع الأطفال بكيفية متساوية بصرف النظر عن وضعيتهم العائلية أو الاجتماعية، لافتا في مقابل ذلك إلى أن الهدر المدرسي، يشكل أهم الأسباب التي تعوق تحقيقها، وهو ما برر إبرام الاتفاقية الإطار بين رئاسة النيابة العامة وقطاع التربية الوطنية من أجل تكثيف التعاون بين الطرفين كل من موقع تدخله للوقاية من الهدر المدرسي باعتباره رافدا أساسيا لزواج القاصر.