أكد سمير كودار، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الخلاف بين قيادات "البام" حول القاسم الانتخابي، الذي بقي نقطة خلافية عالقة بين الأحزاب المغربية، "حادّ". وقال كودار في تصريح لموقع "الأول"، "في الحقيقة الخلاف الحاصل اليوم داخل قيادة حزبنا حول القاسم الانتخابي هو خلاف حادّ وساخن، ويزداد تعقيدا أمام تمسك كل طرف برأيه وبقوة، وأعتقد أن خلفيته لدى الجميع هي مصلحة الحزب". وأضاف كودار الذي دافع من داخل المكتب السياسي على الإبقاء على القاسم الانتخابي بصيغته التي اعتمدت في انتخابات 2016، "أنا أتفهم طرح الأخ الأمين العام وهبي الداعي إلى التفكير بطريقة شمولية في العملية الانتخابية، من خلال السعي لتمكين بعض الأحزاب الصغرى من تمثيلية داخل البرلمان حتى تسمع صوتها، وهذا شعار رفعه الأخ وهبي مباشرة بعد صعوده أمينا عاما، وصار اليوم مثل التزام أخلاقي من طرفه. لكن في المقابل ننطلق نحن رفقة الكثير من الإخوان الآخرين كالحموتي كذلك، من غيرة كبيرة على الحزب، ونرفض أن يتنازل الحزب مجانا وبدون سبب مقنع على حوالي 25 مقعد خلال الانتخابات المقبلة، بل نتمسك بمراعاة مصلحة الحزب أولا وأخيرا". وفي سؤال حول كيفية إيجاد صيغة توافقية في حال استمر هذا الخلاف، أوضح ذات المتحدث، "صحيح أن هذا الخلاف عطل تقدمنا في ورش مناقشة القوانين الانتخابية، وبات يعقد من مأموريتنا لاسيما وأن أجندة الانتخابات التشريعية تضغط علينا، وبالتالي علينا حسم هذا الخلاف وهذا الانقسام الحادّ في أقرب وقت ممكن، لذلك أنا متيقن أنه بفضل تجربة وقوة الأخت فاطمة الزهراء المنصوري، وبفضل رزانة وحكمة الأخ أحمد اخشيشن، سنتوصل إلى حل يرضي الجميع، وفي نهاية المطاف سنسعى لتغليب المصلحة العامة على المصلحة الضيقة، وسندعم كل مقوم من شأنه تعزيز وتقوية الخيار الديمقراطي لبلادنا بذل أي حسابات آخرى". وكان هذا الخلاف قد برز بين قيادات حزب الأصالة والمعاصرة، في اللقاء الأخير الذي جمعهم أول أمس السبت بمنزل عبد اللطيف وهبي، الأمين العام، والذي تم تخصيصه للتداول حول الانتخابات القادمة. هذا اللقاء جاء بعد أيام من الاجتماع الذي دعا له سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بحر الأسبوع الماضي، والذي عرف بدوره نقطة خلافية أساسية تمثلت في القاسم الانتخابي المشترك، حيث دافع حزب العدالة والتنمية على الإبقاء عليها، في حين طرحت أحزاب أخرى كالاتحاد الاشتراكي إلغاءها واعتماد المسجلين في الانتخابات عوض المصوتين. ودام اجتماع قيادات "البام" لساعات، بسبب حدة النقاش، حيث حاول وهبي إقناعهم باعتماد القاسم الانتخابي على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية، غير أن محمد كودار عضو المكتب السياسي، ومحمد الحموتي رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات في الحزب، رفضا طرح الأمين العام، ودافعا عن طرح اعتماد القاسم الانتخابي على أساس المصوتين. وأمام وجهتي النظر المختلفتين، اقترحت فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني، توسيع النقاش وعدم التسرع باتخاذ موقف بخصوص هذه النقطة الخلافية، واقترحت على ضوء ذلك تكوين لجنة، تضم أحمد أخشيشن، حكيم الحزب، قصد التوصل إلى مقترح توافقي يرضي جميع الأطراف.