ما تزال مباراة المغرب والجزائر برسم ربع نهائي كأس العرب-فيفا التي آلت نتيجتها للفريق الأخضر يوم السبت الماضي تثير صخبا شديدا في أروقة النقاش الذي يشرح آفاق الوضع الإقليمي في المنطقة المغاربية على ضوء التوتر السائد بين الجزائر والمغرب وبين من يعتبر المباراة معركة تنبئ بواقع الحرب بين البلدين الجارين وموقعة في نزال مسلح مرتقب بعيون الشؤم، وبين من استنفر جميع قواه بكل عزيمة ساخرا متهكما يجيش رواد منصات التواصل الاجتماعي للاقتتال يسعى في ذلك سعي أغنياء الحروب، تستمر الكرة في دورانها بين الأقدام تتدحرج عبر جغرافية خالية من السلاح حدودها بيضاء كطوية المؤمنين وأرضها خضراء تبهج الناظرين ليس في الرياضة لا حروب ولا معارك ولا قصف بالصواريخ أو حرائق بالقذائف وجمهور كرة القدم من بسطاء شعوب العالم الذينيجعلون من اللعب فرجة ومن الكرة تسلية بروح طيبة بسيطة بساطة حيواتهم وبساطة معاشهم ومحبو الكرة عشاق اللعب روحهمفي صفائها تنأى بهم عن الحقد والحسد والكراهية وتبعدهم عن أتون السياسة وما تبثه في الأرواح من ميل إلى القتل غير الرحيم والتنافس غير الشريف ومن نزوع الى الشر ونحن جمهور كرة القدم لندعنا من السياسة والسياسيين فهم لهم ملاعبهم ولنبق مع الرياضيين في ملاعبنا التي تعمها الروح الرياضية التي تقبل الهزيمة بشرف وتنتشي بالنصر على استحقاق والتعادل فيها منصف ومقبول على مضض لا ذنب لجمهور كرة القدم ان في المغرب أو في الجزائر تفسد عليه السياسة فرحته، فالذي انتصر في مباراة ربع النهائي ليس شعبا ولا بلدا ولكنه اللعب والفرجة والروح الرياضية التي ألهبت مدرجات الملعب حماسا وأهازيج وأناشيد وشعارات تتغنى بالوطن…وما أحوج شعوبنا بفخار أوطانها التي قتل السياسيون في نفوسنا حبها والتعلق بها والموت في سبيلها حتى آثر شباب الأمة إلقاء أرواحهم في البحر فرارا منها على إيثار البقاء فيها نحن وأشقاءنا الجزائريين وكل أصدقائنا وإخواننا عشاق كرة القدم لا ذنب لنا أن نحب ولا ذنب لنا نستحق عليه العذاب من سياسيين يخاصمون الحب ويمنعون العشق ويفسدون ما استطاعوا كلما أتيح لهم ذلك فرحة الشعوب في الاحتفال بالفرجة وباللعب تعالوا نلعب ونتفرج ونستمتع بالرياضة فهي كل ما تبقى لنا من حياة أفسدتها السياسة