بلغنا من مصادرنا بجماعة عبو لكحل إقليم فيجيج، أنّ سبعة جنود جزائريين من الحرس الحدودي كانوا مدجّجين بالأسلحة والكلاب الشرسة، توغّلوا إلى التراب الوطني ببضعة أمتار على مستوى واد زوزفانة في الساعة الرابعة و 40 دقيقة من مساء يوم الأحد 15 فبراير 2008، وقد فوجيء عدد من المواطنين المغاربة الذين كانوا يتنزهون بضفاف الواد المذكور لما شاهدوا الجيش الجزائري يهاجمهم، ممّا أثار الرّعب في نفوسهم، ففرّ من فرولبث بالوادي آخرون مشدوهين لأمر الجنود الجزائريين، حيث كان هؤلاء الأطفال، وهم مازالوا في سنّ الدراسة، يصطادون السمك من الوادي المذكور الذي انتعشت مياهه بفضل التساقطات الثلجية الأخيرة، فانقضّ الجنود الجزائريون على أربعة منهم وقاموا باختطافهم، وهم المسمّون، حسب ذات المصادر: رابح عبد المالك، عبد الحق ياسين، محمّد بندحّو وعمر بنعلي، وتتراوح أعمارهم ما بين 13 و 16 سنة.. فقام المختطفون بتفتيشهم في عين المكان دون أن يعثروا على شيء لديهم، ليتم بعد ذلك اقتيادهم إلى مركز بني ونيف الحدودي الجزائري الذي يقابل مركز لخناك المغربي، على بعد 7 كلم من فيجيج..هذا وقد تمّ إخبار السلطات المغربية المحلية بالإقليم في نفس اليوم الذي تمّت فيه هذه العملية الشنعاء.. وحسب شهود عيان فإن الأطفال المختطفين تمّ اقتيادهم بعد عملية التفتيش إلى مدينة شبار، 100 كلم عن فيجيج.. أين ستتم محاكمتهم حسب نفس المصادر.. وليست هذه المرّة الأولى التي يتم فيها انتهاك حرمة الحدود المغربية من طرف الجيش الجزائري، بل قد سبقتها عشرات المرّات إن لم نقل مئات المرات، كان آخرها خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير 2009، لما توغّل الجيش الجزائري إلى نفوذ الجماعة القروية عبو لكحل بالوادي، وتم إبعاد المواطنين المغاربة الذين كانوا يرعون ماشيتهم بعين المكان، واحتجزوا 1000 رأس منها إضافة إلى ناقة.. وقد تم إرجاع 500 رأس بعد مضيّ 3 أيام عن عملية الاحتجاز، فيما لم يظهر أثر ل 500 الباقية.. والسؤال الذي يطرحه عامة سكان المنطقة الشرقية المرابطين بالشريط الحدودي المغربي الجزائري، يكمن في ماذا تريد الجزائر من جارها المغرب، ولماذا كل هذه الاعتداءات والاستفزازات المتتالية.؟