فوجئت عشرات الأسر المغربية من أصحاب الخيام (البْرابْر) الكسابة، والمتاخمين للشريط الحدودي المغربي مع الجزائر بمنطقة دائرة واد الحلوف بنفوذ جماعة عبو لكحل إقليم فيجيج صبيحة يوم السبت 17 يناير 2009 حوالي الساعة الحادية عشرة باقتراب 15 عنصرا من الجيش الجزائري والحرس الحدودي منهم وإطلاق النار في الهواء، حيث كانوا مدجّجين بأسلحة وعتاد، وكانت نيتهم إبعاد المواطنين المغاربة من شرطة الحدود مع العلم أن هؤلاء الكسابة لم يتخطوا النقطة الحدودية، ولم يبتعدوا كثيرا عن مركز الحرس الحدودي المغربي، فأفزعتهم طلقات النار، وابتعدوا عن خيامهم خوفا من بطش الرصاص الجزائري، تاركين وراءهم 5 قطعان من الغنم والماعز التي قدرت بأزيد من 1000 رأس إضافة إلى ناقة واحدة (حسب شهود عيان) وفور ابتعاد الرّحل المغاربة من المنطقة التي كانوا يقيمون بها خيامهم، استولت عناصر الجيش الجزائري على القطعان، وحطّمت الخيام وكسّرت عددا من الأدوات والعتاد المنزلي. وبمجرد إبلاغهم بالحادث، انتقل إلى عين المكان أفراد من الدرك الملكي والسلطات المحلية والقوات المساعدة لتفقد السكان الذين تركوا ممتلكاتهم وابتعدوا عن مواطنهم خوفا من بطش الحرس الحدودي الجزائري. وذكرت مصادر مقربة من منطقة الدغمانية بجماعة أولاد سيدي عبد الحاكم إقليم جرادة وهي منطقة متاخمة للحدود مع الجزائر أن السلطات العسكرية الجزائرية لاتزال تتمادى في تصعيد تحرشاتها ومضايقاتها للمواطنين المغاربة القاطنين بتخوم الشريط الحدودي، فيما سبق للجيش الجزائري أن اعتقل عددا من المواطنين المغاربة من رعاة الغنم ومزارعين، وقد تم تسجيل اختفاء مئات رؤوس الماشية من غنم وماعز خلال سنة 2006 ما بين الجماعة المذكورة وجماعة تندرارة المتاخمتين للحدود... وفي يوم الأربعاء 16 دجنبر 2006، توغلت دورية من الجيش الجزائري إلى منطقة سهب السدرة بالجماعة المذكورة على متن سيارة عسكرية من نوع طويوطا، واستولى عناصرها على قطيع من الغنم يفوق عدده 240 رأس لصاحبها مفتاح حاجّي، كما اعتقلوا ابن الأخير ورفيقه اللذين كانا يرعيان القطيع، نفس الشيء وقع بكل من مسدرة بوعزة ومنطقة كنيزة وسهب السدرة لما استولى الجيش الجزائري سنة 2005 على حوالي 1000 رأس من الغنم والماعز وبقرتين في ملكية ولد الحاج الخضر وأزيد من 500 رأس سنة 2004 لصاحبها الميلودي حاجي، وأكثر من 200 رأس لمالكها دحمان حاجي ولد بوجمعة، لترتفع حصيلة الماشية المنهوبة إلى أكثر من 25000 منذ سنة 2000. ويستنكر سكان كل من جماعة عبو لكحل بإقليم فيجيج وسكان جماعة أولاد سيدي عبد الحاكم بإقليم جرادة هذه الاعتداءات ويطالبون بضرورة استعادة قطعانهم... وتتكرر نفس الاعتداءات بين الفينة والأخرى خاصة بنفوذ إقليم فيجيج وتحديدا بجماعة عبو لكحل، حيث يذكر سكان الجماعة أنهم فقدوا منذ سنة 2000 وإلى اليوم ما يزيد عن 7000 رأس من الغنم والإبل.