يلجأ الأطفال للكذب فى سن صغيرة للهروب من مأزق ما أو خوفاً من العقاب ، وهو أمر مألوف لديهم وخاصة عندما يمتزج الواقع بالخيال ، حيث يبدأ الطفل من سن الخامسة بتخيل قصص محكمة الحبك بحيث لا يلاحظ الوالدان أن طفلهما يكذب وفي أحيان أخرى تتغلب البراءة على الذكاء فتصبح الكذبة مكشوفة إلى درجة مضحكة للغاية . ولكن مع الوقت وتكرار الكذب دون توجيه الطفل لخطورته يصبح أمراً مقلقاً للأم والأب ، وللتغلب على هذه المشكلة تشير الإخصائية الاجتماعية منى عبد العظيم بحسب جريدة "اليوم" إلى أن علاج الطفل هو قبوله بعيوبه والعمل على تعديلها، نعترف بمشاعره السلبية، ونظهر تفهمنا لها ونشعره باحترامنا لاستقلاليته، واستقلالية مشاعره عنا، وهذا كفيل بزوالها، مع عدم لومه أو معاتبته عليها، والعمل على علاج جذور المشكلة التي أدت إلى الشعور السلبي الذي رفضته الأم بطريقتها الخاطئة.. كانت المشكلة أنه يغار من أخيه، هذا الأخ سرق اهتمام والديه، فيكون العلاج بعد قبوله بمشاعره السلبية، أن نعمل على تغييرها بإعطائه مزيداً من الاهتمام الصادق والمشاركة في اللعب والحديث وتحسين العلاقة بينه وبين أخيه بطريقة غير مباشرة مثلاً: (أخوك يحتاجك.. أنت ستساعده.. أنت الذي ستفهمه.. إلخ). أما "الكذب الخيالي" هو عند الأطفال الصغار لمدة معينة يعطي فيها الطفل لنفسه ما يحتاجه من الأمان أو يتمناه من الحنان أو الهدايا فأكاذيبه هنا تتحدث عن مخاوفه وآماله، لا بد من إظهار التفهم لما خلف الكلام من المشاعر والمعاني، ومساعدته على إظهارها والتعرف عليها وقبولها منه، ويجب الحذر من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من الآباء، سواء من السخرية بهذه الكذبات أو نهره عن هذا الكلام أو اتهامه بالكذب وهو أن يسمع والدايه وهما يقولان له: يا كذاب، سواء بالتصريح أو التلميح بأنه بهذا الوصف. فنحن بذلك نخزن في عقله الباطن صورة الكذاب عن نفسه، فتحركه هذه الصورة نحو الكذب تلقائياً، خلاف ما لو كانت الصورة التي تطبعها في ذهن ابنك عن نفسه صورة مشرقة، ولذلك يجب على الوالدين أن يخزنا في عقل ابنهما أنه صادق وغيرها من الصفات الحميدة التي يريدان زرعها فيه، ويرسلان له هذه الرسائل باستمرار بالإضافة إلى بعد الوالدين عن الكذب حتى وإن كان بالمزاح وإعطائه الوعود الزائفة ليدفعاه للقيام بعمل معين كالمذاكرة مثلا وزجره إذا طلب الوفاء بذلك الوعد فتنكسر صورة الوالدين أمامه ويصبح الكذب أمرا مألوفا عنده .