تفيد المعطيات المتوفرة حتى الآن أن المؤشرات الأولية تبشر بموسم فلاحي جيد ، حيث تشير مصالح وزارة الفلاحة إلى أن مختلف المؤشرات الفلاحية تدفع إلى التفاؤل بالرغم من بعض الأضرار التي خلفتها الأمطار الاستثنائية في بعض المناطق، ومن أهم هذه المؤشرات نسبة المساحات المزروعة بالحبوب ، والتساقطات المطرية المهمة التي تهاطلت على مختلف مناطق المغرب وتوزعها بشكل جيد على امتداد الموسم الفلاحي، وارتفاع منسوب مياه الوديان والسدود بما يحسن احتياطات المياه الموجهة للاستعمال الفلاحي ، وتوسيع زراعة الأشجار المثمرة ، وتوفير الكلأ الكافي للماشية.. وتشير معطيات قطاع كتابة الدولة في الماء إلى أن نسبة ملء حقينة السدود تجاوزت 12 مليار متر مكعب، وهو ما يشكل استثناء مقارنة مع ما تم تسجيله خلال السنوات الماضية ، حيث ستكون لهذه الوضعية انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الوطني، من خلال تأمين تزويد المساحة المسقية التي تزيد عن مليون و400 ألف هكتار بمياه الري، والتمكن من إنتاج الطاقة الكهربائية بواسطة ضخ مياه السدود بكلفة أقل، بالإضافة إلى تأمين تزويد جميع المدن بالماء الصالح للشرب والوقاية من الفيضانات. وتؤكد وزارة الفلاحة والصيد البحري أن المرحلتين الاوليتين من الموسم الفلاحي2008 -2009 ، مرتا على مستوى أغلبية المناطق الفلاحية, في ظروف مرضية جدا ، بسبب الشروط المناخية الملائمة. ، حيث تميز الموسم الفلاحي الحالي بتساقطات مطرية استثنائية عمت مختلف المناطق الفلاحية مع تسجيل فائض في مقاييس الأمطار، مقارنة مع المستوى العادي المسجل في السنوات الماضية ، و يترواح هذا الفائض مابين100 و586 في المائة، وقد بلغت مساحات الزراعات الخريفية ,1 ر5 مليون هكتار تهم القمح والشعير، وهو ما يعادل المساحة المنجزة خلال موسم عادي ، إضافة إلى إنجاز 251 ألف هكتار من الخضروات الغذائية أي بارتفاع7 في المائة ، وإنجاز 420 ألف هكتار من زراعة الأعلاف أي بارتفاع17 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي. و يظهر من المعطيات المتوفرة أن مرحلة الزراعة الخريفية التي تهم الفترة الممتدة من شتنبرإلى دجنبر 2008 تميزت بالتزويد العادي والمنتظم للسوق من البذور والأسمدة بمتوسط تعبئة2 ر1 مليون قنطار من بذور الحبوب مع دعم من الدولة بلغ 115 الى130 درهم للقنطار الواحد ، وكذا الاستفادة من انخفاض أسعار الأسمدة الفوسفاطية التي ينتجها المكتب الشريف للفوسفاط . ويتوقع المهنيون أن يتجاوز محصول الموسم الفلاحي الحالي من الحبوب الحاجيات الوطنية ، حيث من المنتظر أن يغطي الاكتفاء الذاتي ويوفر مخزونا إضافيا ، مبرزين أن هذا المحصول قد يصل إلى 100 مليون قنطار . و تفيد مصالح وزارة الفلاحة أن الموسم الفلاحي الحالي ، تميز أيضا بتحقيق حصيلة مرضية بالنسبة لتصدير الخضر والحوامض ، حيث بلغ حجمه حوالي 354 ألف طن من الحوامض ، أي بزيادة 5 في المائة ، وحوالي 318 ألف طن من الخضر ، وهو المستوى نفسه المسجل خلال الفترة نفسها من الموسم الفلاحي السابق. وكانت لهذه التساقطات آثار ايجابية على زراعة الأشجار المثمرة التي مرت في ظروف جيدة,وفي هذا الإطار توضح مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري أن برنامج توزيع الشتلات المثمرة التي تم دعمها إلى حدود 80 في المائة بلغت7 ر4 مليون شتلة من بينها2 ر4 مليون خاصة بالزيتون. وتتوقع هذه المصالح أن تمكن الأمطار المهمة التي تهاطلت على بلادنا ، من تحقيق نمو جيد للنباتات الطبيعية بالمراعي ، حيث سيتوفر الكلأ الكافي للماشية ، إضافة إلى تحسين الاحتياطات من مياه السدود ذات الإستعمال الفلاحي ، التي بلغ معدل ملئها حاليا 79 في المائة مقابل48 في المائة فقط خلال الفترة نفسها من الموسم الفلاحي السابق. وتذكر وزارة الفلاحة أن هذه الأمطار ستكون لها آثار مفيدة جدا على تحسين الفرشة المائية ، كما أنها ستمكن من الاستجابة للحاجيات من المياه خلال الفترة المتبقية من الموسم الفلاحي الجاري ، وضمان احتياطي مهم من المياه المستعملة في الري للمواسم الفلاحية المقبلة. وبخصوص ركود المياه التي تهم بالأساس حوض الغرب الذي يتميز بتربته الرطبة ، فتوضح وزارة الفلاحة والصيد البحري أن تأثيره سيكون محدودا على مستوى الإنتاج الوطني، حيث إن المساحة التي تضررت تبقى قليلة بالقياس إلى المساحة الإجمالية المزروعة على المستوى الوطني.