أصدرت الجمعية الأوروبية «فورتريس أوروبا» المختصة في ميدان الهجرة والتي يوجد مقرها بإيطاليا مؤخرا على موقعها الالكتروني نتائج الإحصاء العام الذي قامت به بدول حوض البحر الأبيض المتوسط حول عدد ضحايا الهجرة السرية خلال سنة 2008. حيث أشارت الى أن عدد المهاجرين السريين الذين لقوا حتفهم في مضيق جبل طارق وصل الى 216 شخص، غالبيتهم ينحدرون من دول افريقيا جنوب الصحراء، بينما عدد الذين فارقوا الحياة أمام سواحل جزر الكانارياس بلغ 136 شخص. وحسب الأخبار التي تداولتها وسائل الاعلام الاسبانية مؤخرا، فإن عدد المهاجرين السريين الذين وصلوا الى جزر الكانارياس عبر قوارب الموت سنة 2008 انخفض بنسبة 28 في المائة مقارنة مع سنة 2007، بينما بلغ عدد المهاجرين السريين الذين وصلوا عبر قوارب الموت الى السواحل الجنوبية لإسبانيا حوالي 5 آلاف مهاجر. وسجلت الأرقام الصادرة عن مندوبية الحكومة الاسبانية بجزر الكانارياس انخفاضا في نسبة عدد المهاجرين السريين القاصرين الذين وصلوا الى جزرها سنة 2008 حيث بلغ عددهم ما مجموعه 854 قاصر فقط. وعلى صعيد آخر، أشارت الاحصائيات الإسبانية الرسمية الأخيرة، إلى أن عدد المهاجرين الافارقة الذين تحتضنهم مراكز الإيواء بمدن الجنوب الاسباني يصل الى حوالي 180 مهاجر غير قانوني، بينما كان العدد الإجمالي قبل أربع سنوات يتجاوز العشرة الاف مهاجر غير شرعي. الأمر الذي يفسر التراجع الكبير لعدد قوارب الموت التي تعبر بوغاز جبل طارق. ولعل المجهودات التي بذلتها الحكومة المغربية الحالية في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية بدأت تعطي ثمارها باعتراف الأوساط الأوروبية. تبقى الإشارة في الختام أن رئيس الحكومة الاسبانية خوصي لويس رودريغيز زباطيرو أكد في آخر تصريح صحفي له، على أن سياسة حكومته خلال هذه السنة ستركز على مجموعة من الملفات ذات الأولوية من بينها ملف محاربة الهجرة السرية.