أكد مسؤولون مغاربة أن المغرب سمح لممثلي المفوضية العليا للاجئين بزيارته واللقاء بالمهاجرين الأفارقة لتقصي ومعرفة أولئك الذين يستوفون شروط اللجوء السياسي. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقد يوم السبت الماضي بالرباط مع وفد صحفي يضم ممثلين عن وسائل الإعلام بعدة دول إفريقية. وتأتي زيارة الوفد الصحفي الإفريقي للاطلاع على الظروف التي مرت فيها عملية ترحيل المهاجرين السريين نحو بلدانهم. كما عقد الوفد الصحفي الإفريقي، الذي يضم 30 صحافيا، لقاءات مع رؤساء بعض الأحزاب السياسية، ومع مسؤولين عن ملف الهجرة، حيث تم التأكيد على اهتمام المغرب الكامل بالجانب الإنساني لمعالجة ملف الهجرة السرية. من جهة أخرى، كشف تقرير أنجزه المعهد الأورو متوسطي للهجرة الدولية، التابع للاتحاد الأوروبي، وجرى تقديمه هذا الأسبوع، أن ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف مغربي وإفريقي لقوا حتفهم أو فقدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا على متن قوارب مطاطية عبر مضيق جبل طارق وجزر الخالدات ما بين سنتي 1989 و.2002 ولا يعتقد خبراء أن عمليات الترحيل والضجة التي رافقت عمليات الاقتحام في مدينتي سبتة ومليلية سيكون لها تأثير على هجرة الأفارقة نحو أوروبا لأسباب متعددة أجملها تقرير صادر عن الجمعية المغربية للإعلام في إسبانيا في كون المغرب رحل قرابة ألفي مهاجر، ومازال فوق أراضيه قرابة ثمانية آلاف آخرين، وفي الجزائر هناك قرابة 20 ألفا وفق معطيات الاتحاد الأوروبي. وهؤلاء، حسب التقرير، سيبحثون عن وسيلة للوصول إلى إسبانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي. ويؤكد التقرير أن الهجرة الإفريقية نحو مدينتي سبتة ومليلية لا تشكل سوى 5% من مجموع هذه الهجرة نحو إسبانيا، ذلك أنه يتسرب إلى المدينتين سنويا قرابة ستمائة شخص مقارنة مع أكثر من 12 ألف إفريقي يصلون عبر قوارب الموت إلى الشواطئ الإسبانية. ويرى التقرير أن المساعدات الاقتصادية أو مشروع مارشال، الذي يتحدث عنه الاتحاد الأوروبي، لن يؤتي ثماره في السنوات المقبلة، بل يجب انتظار عشر سنوات على الأقل، وهذا في حالة ما إذا التزم الاتحاد بما يقوله، وإن كان معظم المراقبين يستبعدون نجاح أي مشروع في وقت تستمر فيه النزاعات السياسية التي تصل إلى حد الحروب الأهلية واستمرار الكوارث مثل الجفاف. وفي السياق ذاته، أفاد مصدر مالي موثوق أن ثلاثة مهاجرين سريين من دولة مالي لقوا حتفهم من الجوع والعطش الجمعة الماضي بعد أن تخلى عنهم مهربون من البوليساريو على الحدود الموريتانية الجزائرية. كما أشارت الصحافة المالية أن المغرب أبان عن روح كبيرة من المسؤولية، في الوقت الذي أدرات فيه الجزائر ومدريد ظهرهما عن قضية تندرج ضمن مسؤولياتهما.