انهارت الواجهة الأمامية لفندق لينكولن بالدارالبيضاء بفعل الأمطار والعواصف التي شهدتها البلاد أخيرا. وطبعا لم يقتصر الأمر على الدارالبيضاء وحدها بل كانت الحصيلة مؤسفة حقا في عدد من المدن المغربية التي عمتها الفيضانات وانهارت فيها بعض المنازل والدور على رؤوس أصحابها وانقطعت بعض المسالك الطرقية ووجد أناس أنفسهم في عزلة محاصرين بالثلوج والمياه والبرد... لكن قصة فندق لينكولن بالدارالبيضاء تستحق الوقوف عندها والنظر إليها بمعزل عن الأمطار والعواصف والكوارث الطبيعية التي نحشرها في خانة القوة القاهرة أو في باب القضاء والقدر. فقصة هذا الفندق لم تبدأ الآن بل تعود إلى الوراء قليلا حين أحيل الفندق على التقاعد وأفرغ مما بداخله وفوتت واجهته الأمامية لإحدى الشركات قصد استغلالها في عمليات الإشهار، وظل أمره معلقا بين السماء والأرض إلى أن حدث ما حدث. ومن دون شك فإن موقع هذا الفندق في شارع يفيض بالحيوية داخل مدينة اقتصادية عملاقة كالدارالبيضاء، وشساعة مساحته حولاه إلى دجاجة تبيض ذهبا. وهوما أسال لعاب العديد من قناصي الفرص والمضاربين العقاريين والشركات والخواص حتى لا نقول بعض الوجهاء والمسؤولين للاستيلاء عليه إن بالشراء أو التفويت علما أن الفندق يعتبر ملكا عاما يسهل ابتلاعه دون ضجيج ولا هم يحزنون. ولكم أن تتصوروا الغنيمة التي سيغنمها من ينجح في الاستيلاء على هذا الفندق بعد تهديمه وتحويله إلى عمارات أو مبان شاهقة تدر الملايين إن لم نقل الملايير. فماذا حدث؟ حدث أن استخدم أصحاب الحال ذكاءهم الحاد، وقرروا ذات يوم أن هذا الفندق يجب أن يضاف إلى التراث المعماري للبلاد وأن من باب الإنصاف تحويله إلى متحف... وربما تقرر ذلك لإيقاف حرب كادت تشتعل من أجب الاستيلاء على الفندق. ومرت الأيام إن لم نقل السنوات... والفندق مازال على وضعه.. فلا هو تحول إلى متحف ولا احتفظ بطبيعته الأولى كفندق... وظل أمره معلقا إلى أن انهارت واجهته الأمامية وقلنا: حمدا لله إذ لم يسفر الأمر عن ضحايا بشرية. إذن هل نلوم الأمطار أم نلوم أنفسنا؟ أترك الجواب لمن يعنيهم الأمر.