تحتضن مدينة الرباط خلال الفترة المتراوحة بين 25 إلي غاية 28 يناير 2009 الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، تنفيذا لقرار الدورة السابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة بجدة سنة 2006. ويأتي انعقاد المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الإعلام في المغرب بتزامن مع تخليد منظمة المؤتمر الإسلامي للذكرى الأربعين لتأسيسها، سنة 1969، بمناسبة التئام مؤتمر القمة الإسلامي الأول بالرباط، وهي بذلك تبقى وفية لروح «قمة الرباط» المؤسسة لهذه المنظمة. ويعتبر اجتماع وزراء الإعلام إحدى الواجهات الأساس لنشاط منظمة المؤتمر الإسلامي، التي ما فتئت تضاعف الجهود قصد التفعيل الأمثل لمضامين برنامج عملها، وما يؤطره من توجه إصلاحي، بهدف تعزيز تضامن الأمة الإسلامية، والذود عن قضاياها العادلة، والتجسيد الفعلي للمشاريع الإعلامية المشتركة. وإذا كان من المؤكد أن القضية الفلسطينية والقدس الشريف، تأتي في مقدمة جدول أعمال هذا المؤتمر، خاصة في هذا الظرف العصيب الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني الشقيق والأمة الإسلامية جمعاء، فإن المؤتمر ينكب على تدارس مجموعة من القضايا الهامة، والمتعلقة أساسا بتجديد آليات العمل الإسلامي المشترك، لإنجاز النقلة النوعية الكفيلة بدعم وتقوية وحدة الأمة الإسلامية والتصدي لمخاطر التجزئة والتفرقة. إن السياق العام الدولي البالغ التعقيد الذي يؤطر أشغال هذا المؤتمر، يبرز جسامة المهام الملقاة عليه، لتجسيد أهداف منظمة المؤتمر الإسلامي على الواجهة الإعلامية، بما يقتضيه ذلك من تنشيط قطاع الإعلام، ودعم الصندوق العالمي للتضامن الرقمي في عصر التدفق المعلوماتي الذي يعيشه عالم اليوم، وإيلاء العناية اللازمة للتواصل الخارجي، باعتماد أساليب عمل حديث وفعالة لإسماع صوت العالم الإسلامي ومواقفه وقضاياه، خاصة بالنسبة لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) واتحاد الاذاعات الإسلامية (إسبو)، بغية تعزيز مكانتها والارتقاء بمستوى أدائها، بما يخدم الأهداف النبيلة للإنسانية جمعاء. وبالنظر إلى أهمية المواضيع المطروحة على أنظار المؤتمر، فإن الجميع يتطلع إلى ما ستسفر عنه أشغاله من قرارات ونتائج ومشاريع، تكون في مستوى التحديات التي يجابهها العمل الإسلامي المشترك على الواجهة الإعلامية، وتستجيب لطموحات الشعوب الإسلامية المشروعة في الديمقراطية والتقدم