ينتظر أن تحتضن العاصمة المغربية غدا، ولأول مرة، الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، والتي ستستمر إلى يوم 28 من الشهر الجاري، ويتوقع أن تكون هذه الدورة ساخنة بسبب تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي دفع وزراء إعلام بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي إلى تأجيل هذه الدورة، إذ يحتمل أن تثار فيها قضية القنوات العربية المستقلة وحرية التعبير ونقل الصورة، غير أنه من المستبعد أن يتوصل وزراء الدول المعنية إلى إيجاد استراتيجية إعلامية مشتركة، بالنظر إلى الخلافات السياسية بين قادة هذه البلدان نفسها، مثل إيران والمملكة العربية السعودية ودول الخليج مثلا. وقال خالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة أمس، في لقاء مع الصحافة حول انعقاد هذه الدورة، إن قرار عقد الدورة الثامنة بالمغرب تقرر عام 2006 في الدورة السابعة التي التأمت بالرياض، وقال الناصري إن العدوان الإسرائيلي على غزة سيكون على رأس أجندة هذه الدورة «من الزاوية السياسية وأيضا من الزاوية الإعلامية للبحث في الدور الذي يمكن للإعلام الإسلامي أن يلعبه في خدمة قضية الشعب الفلسطيني». وأوضح وزير الاتصال أن 42 دولة من بين 57 دولة عضو بمنظمة المؤتمر الإسلامي أكدت حضورها في هذه الدورة، من بينها 22 دولة سيمثل وفودها المشاركة وزراء إعلام، وهو رقم قياسي لم يسجل في جميع الدورات التي عقدت في الماضي، إذ جرت العادة أن يتغيب وزراء إعلام الدول المشاركة. وبخصوص أجندة هذه الدورة، امتنع الناصري عن كشفها، لكنه قال إن المجتمعين في الرباط سيوجهون رسالة قوية إلى العالم كله حول ما تتعرض له صورة الإسلام والمسلمين من تشويه في وسائل الإعلام الغربية والأجنبية، وكشف الناصري أيضا أن إحدى النقاط التي ستعرض في جدول أعمال الدورة هي مشروع إنشاء قناة فضائية إسلامية مشتركة بين جميع البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، لكنه قال إن هذا المشروع «تعترضه صعوبات، وهناك جوانب عملية فيه ليست بسيطة»، في إشارة ربما إلى الخلافات السياسية العميقة بين هذه البلدان الأعضاء. ويتزامن انعقاد الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي بالرباط مع الذكرى الأربعين لإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1969، في قمة عقدت بالمغرب وقتها، وقال بلاغ صحفي صادر عن وزارة الاتصال المغربية إن السياق الدولي العام بالغ التعقيد الذي تعقد فيه هذه الدورة «يبرز جسامة المهام الملقاة عليه لتجسيد أهداف منظمة المؤتمر الإسلامي على الواجهة الإعلامية، بما يقتضيه ذلك من تنشيط قطاع الإعلام ودعم الصندوق العالمي للتضامن الرقمي في عصر التدفق المعلوماتي الذي يعيشه عالم اليوم».