اعتمد المؤتمر الإسلامي الأول للوزراء المكلفين بالطفولة، في اختتام أشغاله يوم الثلاثاء الأخير بالرباط، إعلان الرباط حول قضايا الطفولة في العالم الإسلامي. وأكد المؤتمرون في إعلان الرباط الالتزام باحترام وضمان حقوق كل الأطفال، دون أي تمييز أو اعتبار للعرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو الاجتماعي، وبالمبادئ العامة لحقوق الطفل، ومراعاة مصالحه وحاجاته الأساسية، والعمل على تفعيل حقه في الحياة والنماء والمشاركة المدنية، وبتعزيز التراث الثقافي الإسلامي المشترك من أجل زيادة وعي الأطفال والشباب المسلم بقيم الإسلام، وترسيخ شعورهم بالاعتزاز بمنجزات الحضارة الإسلامية المجيدة، والمساهمة في تقوية أواصر التواصل والتفاهم والتسامح بين الشعوب والأديان، والعمل على التعريف بقيم الإسلام بشأن المرأة والطفل من خلال وسائل الإعلام، ونشر الصورة الصحيحة والمشرقة للإسلام وشريعته الخالدة. وحثَّ الإعلان الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي والمنظمات الأهلية، وخاصة في العالم الإسلامي، على توفير الموارد اللازمة للقضاء على شلل الأطفال في جميع الدول الأعضاء في المنظمة، كما حثَّ دول العالم الإسلامي على نشر الوعي بشأن وباء السيدا، وذلك بالتعاون مع علماء الدين والمؤسسات التعليمية والمنظمات غير الحكومية، واتخاذ إجراءات أكثر نجاعة من أجل مقاومة هذا الوباء. ودعا إعلان الرباط الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد الفتيات، وعلى الممارسات التقليدية أو العرفية الضارة، مثل زواج الأطفال، وسنّ التشريعات المناسبة وتنفيذها، ووضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات الوطنية لحماية الفتيات عند الحاجة. ورحب المؤتمر باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 59 165 (2005) بشأن العمل من أجل القضاء على الجرائم المرتكبة ضد النساء والفتيات باسم الشرف، وذلك باتخاذ التدابير التشريعية والإدارية والبرامجية الملائمة. وحثَّ الدول الأعضاء على اتخاذ كل ما يلزم من تدابير لمنع نشوب أية نزاعات مسلحة، وفقاً لأهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة، وعلى إيلاء عناية خاصة لاحتياجات الأطفال والنساء، الذين يشكلون الضحايا الأوائل لهذه النزاعات، مع ضمان توفير المساعدة الإنسانية الضرورية والعاجلة لهم. وأدان المؤتمر بشدّة ظاهرة تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة، مما يتعارض مع القانون الدولي، وحثَّ جميع أطراف النزاعات المسلحة المعنية بهذه الممارسات، على إنهائها واتخاذ التدابير اللازمة لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال وإدماجهم في المجتمع. ودعا المؤتمرون الإيسيسكو إلى التنسيق والتعاون مع المؤسسات الإسلامية والدولية من أجل القيام بدراسات ترمي إلى تحسين ظروف النساء والأطفال والأسر في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. ودعا الإعلان اللجنة الإسلامية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى رفع هذا الإعلان إلى الدورة الثالثة والثلاثين للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية، وإلى الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي، مع التوصية باعتماده ودعمه. وعهد إلى الإيسيسكو واليونيسف ومنظمة المؤتمر الإسلامي بمهام متابعة تنفيذ مقتضيات هذا الإعلان، بالتنسيق مع رئاسة المؤتمر الإسلامي الأول للوزراء المكلفين بالطفولة، ودعم الجهود الفردية و المشتركة للدول الأعضاء، من أجل مساعدتها على الوفاء بواجباتها والتزاماتها تجاه الأطفال. وكلف إعلان الرباط الإيسيسكو بعقد المؤتمر الإسلامي للوزراء المكلفين بالطفولة بصفة دورية، وبمتابعة تنفيذ قراراته وتوصياته بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة اليونيسيف. يذكر أن المؤتمر الإسلامي الأول للوزراء المكلفين بالطفولة نظم بالتعاون والتنسيق بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو ، ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة يونيسيف ، والأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي والبالغ عدد الدول الأعضاء فيها 57 دولة. ويشار إلى أن المؤتمر الإسلامي الأول للوزراء المكلفين بالطفولة عقد تنفيذا لقرار كان قد أصدره مؤتمر القمة الإسلامي العاشر المنعقد في ماليزيا عام .2003