يأتي الاجتماع التشاوري الذي تنظمه المنظمة الإسلامية الإيسيسكو لصياغة تصور إجرائي لإعداد استراتيجية تربية ورعاية الطفولة المبكرة، وترتيب أساليب التنفيذ ومنهجيات العمل، في تزايد تحديات الطفولة الإسلامية سوءا بما تؤكده التقارير الدولية من أن مشكلات الطفولة في العالم الإسلامي تعود إلى شيوع الفقر وتدني مستويات التنمية في العديد من أقطاره، وهو ما ينعكس بشكل خطير على الأطفال، الذين يكونون دائما ضحية للحروب والصراعات العسكرية. "" ويستمر التقتيل الإسرائيلي اليومي للأطفال فلسطين في استهتار صارخ بالمواثيق والأعراف الدولية لحقوق الطفل، واستمرار سقوط أطفال الجنوب اللبناني ضحايا بقايا القنابل العنقودية التي بعث بها الإسرائيليون موقعة بخط أيدي أطفالهم إلى جنوب لبنان خلال حرب يوليوز 2006. كما يتوالى قتل الأطفال في العراق على مرأى ومسمع المنتظم الدولي برصاص قوات الاحتلال الأمريكي بدعوى استتباب الأمن، في وقت تعوذ فيه العالم على أحداث التقتيل الفردي والجماعي لأطفال أفغانستان على يد قوات التحالف بدعوى اجتثاث الإرهاب وملاحقة الإرهابيين. لكن الغاية من ذلك وأد الانتماء العربي والإسلامي من الطفولة الإسلامية. ويعيش في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ربع أطفال العالم بحوالي 600 مليون طفل يتوزعون على بلدان إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، حيث لا تزال نسبة وفيات الأطفال عالية ب: 4,3 مليون طفل سنويا دون سن الخامسة بسبب الأمراض وسوء التغذية، كما يعاني نحو 6 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية، كما لا يمكن لنحو 23 % من مجموع السكان الحصول على المياه الصالحة للشرب، كما يفتقر 45 % منهم إلى المرافق الصحية اللازمة، فيما تتعمق معاناة الطفولة الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء بسبب النزاعات المسلحة وفيروس نقص المناعة المكتسب/الإيدز والفقر. واقع استدعى عقد المؤتمر الأول لوزراء العالم الإسلامي المكلفين بالطفولة في نوفمبر 2005 والذي اعتمد وثيقة أطلق عليها إعلان الرباط حول قضايا الطفولة في العالم الإسلامي تضمنت التزام الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد الفتيات، والقضاء على الممارسات التقليدية أو العرفية، مثل زواج الأطفال، ومنع تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى، والحد من المعدلات المرتفعة لوفيات الأطفال والأمهات في بعض البلدان الإسلامية. كما التزمت الدول الإسلامية باحترام وضمان حقوق كل الأطفال في التعليم الجيد دون أي تمييز، ومراعاة مصالحه وحاجاته الأساس، والعمل على تفعيل حقه في الحياة والنماء والمشاركة المدنية، وبتعزيز التراث الثقافي الإسلامي المشترك، من أجل زيادة وعي الأطفال والشباب المسلم بقيم الإسلام، وترسيخ شعورهم بالاعتزاز بمنجزات الحضارة الإسلامية المجيدة، والمساهمة في تقوية أواصر التواصل والتفاهم والتسامح بين الشعوب والأديان. كما حث على اتخاذ كل ما يلزم من تدابير لمنع نشوب أية نزاعات مسلحة وتجريم تجنيد الأطفال وفقاً لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة، ذلك لأن الأطفال يشكلون أولى ضحايا هذه النزاعات. وخلص الإعلان إلى بناء عالم جدير بالطفولة الإسلامية تتحقق فيه الحماية من الاستغلال الاجتماعي والجنسي وفق التعاليم الإسلامية والمواثيق والعهود الدولية، وإيلاء مزيد من العناية للطفولة المشردة والمهمشة والمعاقة عبر برامج ومخططات لإدماجهم في محيطهم الاجتماعي والاقتصادي، كما التمس من الدول الإسلامية إدراج موضوع القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ضمن المقررات والبرامج الدراسية بالمؤسسات التعليمية والجامعية. وإذا كان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي السيد أكمل الدين إحسان أوغلى قد أعلن أن الاستثمار في الطفولة الإسلامية هو استثمار لمستقبل العالم الإسلامي، فإن انعقاد المؤتمر الثاني حول الطفولة الإسلامية يجب أن يكون تتويجا بما تحقق من توصيات إعلان الرباط، ليمكن من وضع توصيات ملزمة تكفل الحق في الحياة والتعليم والرفاه لأبناء الأمة الإسلامية.