تعتبر العناية بالتراث المغربي بصفة خاصة عملا يستحق التنويه والتثمين لكونه يحافظ على استمراريته ويربط الماضي بالحاضر، ويجعل الناس على مقربة من عوالمه المتنوعة والغنية، ومن البرامج التي تشد الجمهور، وتعنى بالمجال التراثي، برنامج شذى الألحان الذي تقدمه القناة الثانية مشكورة، وغير مشكورة في الآن نفسه لكونها تبرمجه في «الهزيع» الاخير من الليل، وتتفضل بتقديم إعادته يوم الخميس في الساعة الواحدة والنصف صباحاً والناس نيام، وهكذا يساهم اصحاب البرمجة في ضياع فرصة مشاهدته والاستمتاع بفقراته المتنوعة، وحبذا لو تكرم المسؤولون في القناة تخصيص حيز له، في أوقات ملائمة، على الأقل بدل الافلام الاجنبية التي تحظى بعناية خاصة، على حساب العديد من البرامج الجادة مثل تيارات، والمجلة الرياضية، ومسار والخالدات وشذى الالحان. ويبدو أن هناك سياسة مقصودة تحبذ الافلام الاجنبية ودحرجة البرامج الاخرى إلى ما بعد منتصف الليل، وكأن على النظارة تأدية ضريبة الانتظار، والتمرين على السهر. وفيما يخص برنامج شذى الالحان الذي تقدمه الفنانة ماجدة اليحياوي، فسيكون موعد النظارة في حلقة الجمعة المقبلة مع فرقة الانوار الاحمدية التي يرأسها عبد الله المخطوبي إذ سيقدم قراءة خاصة للتراث المغربي باستعمال تقنية تعدد الاصوات «البولي فوني» حيث سيقدم وصلتين الاولى من الفن الحمدوشي والثانية من فن المعلمة، وهو فن نسائي تختص به مدينة مكناس يقوم على ترديدات نسائية معتمدا على آلات إيقاعية ونصوصه تزاوج بين الديني والدنيوي، وتخصص فقرة للموشحات بصوت الفنان محمد علي الرخيم والعذب حيث سيؤدي، وصلة ودع الصبر محب ودعك، ثم رائعة «غنت قيان البلابل» للفنان المصري كامل الخلعي. وينهل شذى الالحان الذي يعده الفنان والباحث عبد السلام الخلوفي من واحة تافيلالت من خلال وصلة من فن الملحون لجوق عبد الكريم الصادقي، ثم يعود إلى رقراق سلا مع الطائفة العيساوية برآسة المقدم ياسر الشرقي، في أجواء روحانية. وسيتولى الاستاذ عبد الصادق سالم وهو باحث في التراث المغربي الاصيل. تقديم إضاءات في التراث، الحلقة ستناقش أيضا عدة محاور كأسلوب الحكي في نصوص الملحون، وخصائص الفن الحمدوشي، والشعر الأندلسي، كأدب غنائي والذكر العيساوي الاصول والمميزات، والتراث ومحاولات التجديد وكذلك فن كامل الخلعي.