احتفاء بالأغنية الأمازيغية الكلاسيكية التي ظلت منذ نشأتها ولاتزال جزءا مهما من هوية الثقافة الأمازيغية ، ففي خطوة مهمة، ارتأت الإذاعة الاحتفاء بأحد رواد ورموز الفن الكلاسيكي الأمازيغي اعترافا من جهة بقيمة الإرث الغنائي الذي ساهم به والتي تحتفظ له خزانة المحفوظات الصوتية بالإذاعة بذخيرة هامة منه، و إحياء لهذا التراث الأصيل الذي يعتبر بحق رافدا أساسيا يلخص القضايا التي كانت تشغل الفنان الأمازيغي آنذاك والمرتبطة في العمق بقضايا الذات و الأرض والتي غالبا ما تطبعها العفوية والصدق في الأداء و الكلمة المستقاة و اللحن الجميل . لهذا احتفاء بهذا التراث الفني الأصيل الذي يعتبر المرجع الأساس الذي تستند عليه الأغنية الأمازيغية العصرية ارتأت الإذاعة الأمازيغية تكريم أحد رواده انه الفنان ميمون أوتوهان والذي ينحدر من جماعة القصيبة إقليمبني ملال ولا يزال يقيم بها ، فمنذ بداية الستينيات تميزت مسيرته الفنية بإبداعه لأغاني ارتبطت باسمه وبعزفه على آلة الوتر ولعل هذه الأغاني مثل أيما تعميتي، أتاي سالنعناع وأغاني وطنية أرخت لأحداث وطنية مختلفة، تشكل في حد ذاتها ذاكرة تؤرخ لمرحلة ولتجربة فريدة جمعته برواد آخرين عاصرهم أمثال بلغازي بناصر وفاطمة تاومولايت الشرقي الراحل حمو بليزيد و غيرهم. دون أن ننسى الدور الكبير الذي لعبته الإذاعة الأمازيغية في تسجيل هذا الإرث و الحفاظ عليه من سلبيات الطبيعة الشفاهية التي طالت الأدب الأمازيغي بمختلف أجناسه. وتسعى الإذاعة من خلال هذه التكريم إلى الاعتراف بما أسداه هؤلاء الرواد للأغنية الأمازيغية والدعوة إلى الاهتمام بهذا التراث وإحيائه وتشجيع الفنانين الشباب للنهل من معينه وتوظيفه في أعمالهم الفنية . و في هذا الإطار ستنتقل بعثة إذاعية إلى بيت الفنان ميمون أوتوهان بجماعة القصيبة لإعداد برنامج يبث على أمواج الإذاعة الأمازيغية يوم السبت 7 فبراير 2009 على مدى ثلاث ساعات يستضيف له فعاليات ثقافية وفنية وأصدقاء المحتفى به وهي فرصة لإشباع رغبة المستمع المتعطش دائما للأغنية الكلاسيكية الجميلة، وتقريبه من بعض الخصوصيات التي يجهلها عن هذا الفنان الذي أحب أغانيه دون أن يراه .