نظمت أخيرا الإذاعة الأمازيغية حفلا تكريميا للصحافي والإذاعي المتقاعد واسع الدين أوعالي ،وبث هذا الحفل على أمواج الإذاعة الأمازيغية على مدى ثلاث ساعات . وتندرج هذه المبادرة في إطار سلسلة الاحتفالات التكريمية التي تقترحها الإذاعة الأمازيغية احتفاء بالأشخاص الذين أسدوا خدمات عدة لها في شتى المجالات من فنانين وإذاعيين، بصموا مسيرتهم بالعديد من الإنجازات التي لا يمكن تجاوزها. وفي هذا الإطار انتقلت بعثة إذاعية، مكونة من الصحافية خديجة بوصبري ومهندس الصوت زكريا السباعي إلى منزل المحتفى به. وكان ذلك اليوم غير عادي بتاغبالوت بالقصيبة، حيث استيقظ سكان المصطاف على إيقاع الفن و التراث الامازيغي الأصيل ، تكريما للإذاعي والصحفي السيد واسع الدين وعالي، هذا المبدع الذي عرف الكثير من المستمعين صوته ودخل إلى كل البيوت عبر برامجه الإذاعية والتي أسست إلى جانب برامج مذيعين آخرين لخزانة جد مهمة في تاريخ الإذاعة الامازيغية. وكان يوما وقف فيه الجميع تكريما واحتراما لتجربة 40 سنة من العمل الإذاعي داخل الاستوديو او ميدانيا (ربورتاجات، تسجيلات ...) ، يوم قال عنه الإعلامي و الصحفي واسع الدين وعالي «عرس الإعلام والصحافة والثقافة الامازيغية، عرس يحتفي ليس بي فقط، بل بكل من عمل في قسم الإذاعة الامازيغية من اطر وتقنيين و إذاعيين و صحفيين ، وكذا الفنانين الذين اشكرهم كل الشكر على حضورهم المكثف ...)، كان التكريم فرصة التقى فيه الماضي بالحاضر فتناغمت الذكريات في سمفونية رائعة تغنت بما أنجزه هذا الهرم الامازيغي البسيط والتلقائي. فرحة عارمة خيمت على المكان و زادت تاغبالوت هذا الحفل سحرا، فانطلقت الكلمة و اللحن و الإيقاع الامازيغي بتلاوينه. وتذكر اخرفي محمد بن إبراهيم (احد الإذاعيين الذين واكبوا تجربة وعالي ) كيف التقى بالمكرم و كيف بدأو مشوار الكلمة التي دخلت كل البيوت دون استئذان ، كما جلس برحو الى جانب الأصدقاء و زملاء الإذاعة الوطنية منهم اعشوش، بوعزة، اجانا، بوهادي، الرمى ن امهواش، ابراهيم....و اللائحة طويلة لفنانين أبوا إلا ان يشاركو سي أوعالي والشركة الوطنية للاداعة و التلفزة هذا العرس. واختلطت في هذا اللقاء الدموع بالفرحة بالابتسامة بالنغم الجميل نقلته الإذاعة الامازيغية على أمواجها مباشرة طيلة ثلاث ساعات من البث، كما حضرت رابحة عقى من الاستوديو بكلمتها وتنسيقها بين فقرات هذا الحفل. وتبقى الإشارة إلى أنه لا يجب أن ننسى الجهود التي بذلها واسع الدين أوعالي في تسجيل العديد من الأغاني الأمازيغية للمناطق التابعة للأطلس المتوسط والتي تفوق 500 شريط والتي تشكل حاليا رصيد خزانة المحفوظات الصوتية للاذاعة المغربية .