سبق لبعض الأفلام السينمائية الأمريكية أن تناولت موضوع محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي من بينها فيلم "سقوط البيت الأبيض" ، و يعرض حاليا ببعض القاعات ببلادنا فيلم آخر يحمل عنوان "سقوط لندن" يتطرق هو أيضا إلى محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي و لكن ليس بواشنطن بل بالعاصمة البريطانية هذه المرة، و قد قام بإخراجه الإيراني باباك نجافي كرامي المقيم بسويسرا ، و هو من إنتاج أمريكي بريطاني بلغاري مشترك. تستغرق مدة هذا الفيلم 99 دقيقة ، و ينطلق بالعملية الإرهابية التي وقعت خلال السنوات القليلة الماضية بالفيليبين ، و تتلوها عملية انتقامية نفذتها القوات الأمريكية الجوية التي قصفت و دمرت قصرا كان يقام فيه حفل زفاف يخص أسرة أحد أكبر مروجي أخطر وأحدث أنواع الأسلحة المدعو أميبركاوي (الممثل آلون أبوطبول) الذي يتعامل رفقة نجليه مع منظمات إرهابية في مختلف أنحاء العالم. بعد مرور بضع سنوات على هذه العملية سيسافر الرئيس الأمريكي "بنجمان" (الممثل آرون إيكهارت الذي قام سنة 2013 بنفس الدور في فيلم سقوط البيت الأبيض للمخرج أنطوان فوكوا) رفقة إحدى مساعداته (شابة أمريكية سمراء) و عميله السري في المخابرات المكلف بحراسته "مايك " (الممثل جيرار بيتلير الذي سبق له أن شخص هو أيضا نفس الدور في الفيلم السابق و يشارك في إنتاج هذا الفيلم الجديد) ، سيسافرون للحضور في مدينة لندن مراسيم دفن الوزير الأول البريطاني ، وبالرغم من كل الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت لضمان سلامة رؤساء الدول و الشخصيات الأجنبية البارزة فقد تم تنفيذ عملية إرهابية عنيفة و مفاجئة أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص و الشخصيات الأجنبية، و تحولت هذه العاصمة إلى جحيم مهول بالطلقات النارية الغزيرة والمكثفة والانفجارات القوية دون أن تتمكن القوات و السلطات المحلية من السيطرة على الوضع أو القضاء على الإرهابيين خلال ساعات متتالية. ستشاء الظروف أن تقتل مساعدة الرئيس الأمريكي في هذه الأحداث و أن يتمكن هو و حارسه الخاص "مايك" من الفرار و النجاة من الموت بعد إسقاط الطائرة المروحية التي كانوا يوجدون بها بعد مطاردة أرضية و جوية عنيفة ، و سيتم اعتقاله وحده من طرف الإرهابيين الذين كانوا على وشك إعدامه و قطع رأسه بالساطور في بث مباشرعلى شاشات التلفزيون في الولاياتالمتحدةالأمريكية و خارجها ، و لكنه سيكذب كل التوقعات و سيبقى حيا يرزق أحب من أحب و كره من كره ، إذ سينجو من القتل مرة أخرى في آخر لحظة بأعجوبة عجيبة ،بفضل شجاعة ووطنية حارسه "مايك" لينتهي الفيلم بتصفيقات النصر والفخر مثل ما يحصل عادة في الأفلام الأمريكية التي يتم في نهايتها القضاء على الأعداء و على المخلوقات الشريرة العملاقة القادمة من كواكب أخرى. سيتضح مع توالي الأحداث أن المجرم العنيد " أمير بركاوي" هو مدبر هذه العملية الإرهابية الانتقامية المتقنة و المحكمة، وسيحاول الأمريكيون القضاء عليه و تصفيته قبيل انتهاء الفيلم للتخلص نهائيا من تهديداته الإرهابية الانتقامية المستقبلية. الفيلم روائي حربي وسياسي ، هوعبارة عن صراع كلاسيكي بين الخير والشر، موضوعه مستهلك بنوعه و معالج بكيفية خطية كلاسيكية سطحية و بسيطة ، و القصة نحيفة من ناحية المضمون مما أدى إلى تمطيطها بأحداث جانبية و تفسيرات غير ضرورية و كثرة المواجهات النارية الصاخبة و المتكررة قصد إذكاء الجانب الدرامي و إبهار المشاهد ودغدغة مشاعره ، و لكن الفيلم يفتقد كثيرا للحرارة الدرامية وللقدرة على تحريك العواطف نظرا للهشاشة الملموسة على مستوى السيناريو، و نظرا للتساهل في تجاوز المواقف الصعبة و الخطيرة التي لا يموت فيها البطل قصد الوصول إلى النهاية السعيدة المرغوب فيها مثل ما يحصل للبطل في أفلام الرسوم المتحركة. الفيلم روائي و حركي يهدف إلى التسلية رغم كونه مأساوي و عنيف، و لكنها تسلية محشوة بخطاب مقصود و مدسوس و مفهوم، لأنه يدخل هو أيضا في إطار أفلام التمجيد بشجاعة ووطنية وقوة الأمريكيين، و يقوم باستعراض العضلات الدعائية التي تقول للعالم بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تقهر و لا تستسلم و لا تركع مهما كانت قوة الخصوم والأعداء والخونة من داخل البلاد أو خارجها . يعتمد هذا الفيلم كثيرا في عملية الإخراج على أحدث المؤثرات الرقمية السمعية البصرية الخاصة،و تجدر الإشارة إلى أنه ممنوع على من يقل عمره عن 12 سنة ، و أن الممثل المقتدر "مورغان فريمان " يشارك فيه و يشخص فيه دور نائب الرئيس الأمريكي ، و هو نفس الدور الذي شخصه سنة 2013 في الفيلم السابق "سقوط البيت الأبيض" .