عرض المخرج الأمريكي جيمس توباك أخيرا في "مهرجان كان" السينمائي السنوي بفرنسا فيلما عن مشوار الحياة الرياضية والشخصية لأسطورة الملاكمة مايك تايسون. ويصنف الفيلم في خانة الأفلام التوثيقية، يتضمن لقطات لمباريات ومقابلات تلفزيزيونية وصور فوتوغرافية، ولقطات سينيمائية قام توباك بتصويرها ومثل فيها تايسون قصة طفل ملاكم موهوب نشأ فقيرا وانتهى في فترة وجيزة نجما. "" ويروي الفيلم سيرة ذاتية لحياة مايك تايسون الطفل الذي ولد من أسرة زنجية تعيش في ضواحي ولاية نيويورك، وعاش حياة الفقر والحرمان من الرعاية الأبوية بعدما تخلى أبوه عن والدته وترك بيت الأسرة، حيث تلقف شارع بروكلين تايسون وهو في التاسعة من العمر، فاحترف النشل والسرقة والنهب، مستغلا قوته العضلية التي كثيرا ما استخدمها في تعنيف أقرانه، حتى أن إدارة مدرسته قامت بفصله نهائيا خوفاً من خطورته الكبيرة على بقية التلاميذ، وإيداعه بدور رعاية الأحداث. وتابع الفيلم رصد المسار التطوري لشخصية تايسون العنيفة في العراك، وكيف كان لقاؤه بالمدرب كوس داماتو الذي عمل على تهذيب طاقته في العراك وقوته وعدائيته، إلى أن احترف الملاكمة سنة 1985، فأصبح نجمها الأسطوري. وحرص المخرج حين السرد على تقديم شخصية تايسون كشخصية تراجيدية تحمل في العمق قيما ومشاعر نبيلة، انتقلت من حياة البؤس إلى قمة النجومية التي وصلها بطل الفيلم في عز شبابه 20 سنة، وقال احد نقاد السينما في حق الفيلم الوثائقي: "إن تايسون ينتقل في الفيلم من صورة الرياضي والبطل إلى صورة الإنسان الذي يشد المشاهد إلى شخصيته فيتمنى من يشاهد هذا الفيلم أن يلتقي تايسون ويتكلم معه". ويتوالى مسار الشخصية في الفيلم بانعطاف خط السرد راسما مرحلة الانحدار والسقوط المفاجئ للشخصية؛ فكانت أبرز معالم مرحلة الانحدار في حدث 1997 حين عض تايسون أذن غريمه "إيفاندر هوليفيلد" وانتزع قطعة منها في إحدى مبارزاته الرياضية، فاتُخِذَ قرار تأديبي يقضي بموجبه تايسون دفع غرامة مالية قيمتها 3 ملايين دولار أمريكي، كما أُبْعِد عن حلبات الملاكمة لمدة تزيد عن سنة، وفي سنة 2002 اتُهِم باغتصاب فتاة سوداء فحوكم بثلاثة سنوات سجنا، ثم توالت عليه المشاكل المالية بسبب الديون المتراكمة عليه. وكان مايك تايسون قد صرح لوسائل الإعلام عقب عرض الفيلم بكان: إني سعيد لوجودي هنا معكم بعد كل ذلك، لقد عشت بالفعل حياة غريبة وصاخبة جدا تعاطيت المخدرات وتعاركت بشكل خطر جدا ومارست الجنس مع نساء حاول أزواجهن قتلي، واسترسل قائلا: إن بقائي حيا بعد هذا الماضي المليء بالعنف والمخدرات هو بمثابة أعجوبة. وفي سياق تحول مايك تايسون إلى ممثل سينمائي أشارت وسائل الإعلام الأمريكية المكتوبة الأسبوع الفائت عن توقع مشاركة تايسون في فيلم هندي سيحمل اسم "فول أن فاينال" من المنتظر أن يشارك فيه إلى جانب ممثلين هنديين هم: شاهد كابور، فيفيك أوبروي، عايشة تقيه وسني ديول. وأعادت الصحافة الأمريكية تأكيد مشاركة تايسون في العروض الدعائية الخاصة بالفيلم السالف الذكر، ونسبت الصحف ذاته إلى متحدثة باسم شركة الإنتاج قولها: "إن العقد المخصص لتايسون للظهور في الدعاية جاهز تقريبا، وانه من المتوقع وصوله إلى الهند قريبا لبدء التصوير، وان العمل جار للانتهاء من العقود والتفاصيل، إذ ينتظر حسم المسألة في غضون الأيام القليلة القادمة...