قررت السلطات الإسبانية والمغربية على السواء الإغلاق المؤقت إلى غاية 12 من شهر يناير الجاري لمعبر سبتةالمحتلة. وتأتي هذه الإجراءات الأمنية تجنبا للحوادث المحتلة التي يمكن أن تسببها الأعداد المتنامية لعابري هذا الممر والذين يشتغلون في تجارة التهريب على المدينةالمحتلة وأغلبهم من مدينة تطوان. وكانت السلطات الإسبانية في وقت سابق قد منحت تسهيلات لسكان مدينة تطوان وجوارها بعبور الممر إلى سبتةالمحتلة دون الحاجة إلى التأشيرة وذلك لتسهيل مرور هؤلاء الذين ينعشون التجارة والاقتصاد في المدينةالمحتلة التي يعتمد جزء كبير من مداخليها على هذا النشاط. وفيما تدعي السلطات المحلية للمدينة المحتلة أن هذا النشاط لا يدر مداخيل مهمة بقدر ما يمكن من تنشيط السياحة ، (يعني سياحة المغاربة إلى سبتةالمحتلة) فإن السلطات المغربية كانت قد قدرت في وقت سابق أن تجارة التهريب تروج ما يعادل 4 ملايين أورو سنويا وهو رقم ليس بالهين. وتقدر الإحصائيات أن حوالي 15 ألف مغربي من مدينة تطوان يعيشون من هذه التجارة التي تغرق المدينة ومدنا مجاورة أخرى كالقصر الكبير والعرائش وطنجة بمنتوجات المدينةالمحتلة بما فيها الحليب ومشتقاته. وكان ممر سبتةالمحتلة قد عرف أخيرا ضعفا متزايدا للأعداد الكبيرة للعابرين وعرف اصطدامات، حيث اندفعت الأسبوع الماضي جموع غفيرة من الحمالين والحمالات المشتغلين بالتهريب لعبور الممر دون الاهتمام برجال الأمن من الجانبين مرددين الله أكبر. وتحدث هذه الازدحامات حسب مصادر إسبانية على الخصوص عندما تعمد قوات الدرك الملكي إلى إغلاق ممر آخر هو ممر بيوتز قريبا من ممر تارخال. وتحدث أيضا بسبب أعياد رأس السنة والطلب المتزايد على منتوجات معينة في هذه الفترة بالذات ورغبة عدد مهم من المغاربة في قضاء ليلة رأس السنة في سبتةالمحتلة بعيدا عن الرقابة الأخلاقية.