من تطوان: اعتبر مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن المعبر الحدودي لباب سبتةالمحتلة، ومثيله بمليلية السليبة، يشكل وصمة عار على جبين السلطات المغربية، على إثر حادث التدافع بمعبر "تارخال" بباب سبتة، الذي خلف إصابة مجموعة من النسوة، وسط حديث عن مصرع إحداهن متأثرة بإصابتها. ووصف المرصد على متن بيان له، هذين النقطتين الحدوديتين الوهميتين، بأنهما "الحجرة تتكسر فوقها جميع الشعارات الرنانة والخطابات الزائفة التي ترفعها الدوائر الرسمية في مجال احترامها لحقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات الدولية ما دامت انها عاجزة عن توفير الكرامة والعيش الكريم لمواطنيها". ولم يذهب بيان مرصد الشمال لحقوق الإنسان، بعيدا عما أوردته سابقا صحيفة طنجة 24 الإلكترونية، استنادا لمصادر من عين المكان، من احتمال تورط رجال أمن الاحتلال الإسباني في هذا الحادث الأليم، موجها اتهاما مباشرا إلى عناصر الحرس المدني، بالاعتداء على نسوة كن بصدد عبور الحدود الوهمية نحو مدينة سبتة الرازحة تحت الإحتلال الإسباني. من جهتها، أعلنت السلطات الإسبانية، عن إسعاف 4 نسوة أخريات، كن قد سقطن متأثرات بإصابات جراء هذا التدافع، في الجانب الخاضع لسيطرة الاحتلال الإسباني من المعبر الوهمي، الذي يفصل سبتة عن باقي الأراضي المغربية. وحسب مصادر طبية إسبانية، فقد تم نقل المصابات الأربع من المعبر على متن سيارات الاسعاف على وجه السرعة إلى مستشفى "كولمينار"، حيث كانت حالتهن خطيرة تستعجل التدخل، وقد تم انقاذ حياتهن وهن يتلقين العلاج الضروري. وباتت عناصر جهاز الحرس المدني الإسباني، تبالغ بشكل لافت في استعمال العنف المفرط ضد ممتهنات التهريب المعيشي، عبر المعبر الوهمي الذي يفصل مدينة سبتةالمحتلة، عن باقي الأراضي المغربية، التي تشكل أسواقا رائجة لتصريف السلع الأسبانية، بما فيها المواد الغذائية المنتهية صلاحيتها. ويقدر مرصد الشمال لحقوق الانسان عدد العابرات للحدود الوهمية باب سبتة يوميا في أزيد من 10 آلاف سيدة تشتغل اغلبهن حمالات وممتهنات التهريب المعيشي فيما تشتغل اخريات خادمات بالبيوت أو في دور الدعارة، وهن نسوة ينحدرن من مختلف مدن المغرب اغلبهن قرويات ومن ذوي المستوى التعليمي المتدني. ويعيد حادث أمس الخميس، إلى الأذهان سيناريو 25 ماي من سنة 2009 عندما حدث تدافع مشابه بمعبر تراخال الحدودي أدى إلى مقتل سيدتين مغربيتين فقدتا حياتهما جراء التدافع الكبير بين الممتهنات للتهريب المعيشي في ساعة صباحية مماثلة ليوم أمس. هذا وتجدر الاشارة إلى أن العديد من الهيئات الحقوقية والمدنية بسبتةالمحتلة والمغرب، ومعها وسائل إعلام اسبانية بسبتة وصحيفة "طنجة 24" قد نبهوا مرارا في الاونة الاخيرة عبر تقارير عديدة إلى الوضع الخطير بمعبر سبتة الذي قد يؤدي لا محالة إلى حدوث مأساة.