نجح الرياضيون من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال هذه السنة الأولمبية, التي كانت مخيبة للآمال بالنسبة للرياضة الوطنية, في سرقة الأضواء ولفت انتباه المتتبعين بعد تألقهم في منافسات الألعاب الأولمبية الموازية (بارأولمبية) ببكين الصيف الماضي. فبعد النتائج المتواضعة التي سجلتها ستة أنواع رياضية من أصل سبعة شاركت في الأولمبياد الصيني, كان يجب انتظار انطلاق منافسات الألعاب الموازية حتى يعزف النشيد الوطني المغربي في ملعب ""عش الطائر"" ببكين. وكان وراء هذا الإنجاز الرائع, أبطال تألقوا ورفعوا العلم الوطني خفاقا بفضل إراداتهم القوية وإصرارهم على الخروج من طي النسيان وإيجاد مكان لهم على خارطة الرياضة المغربية. فبمفردها تمكنت العداءة سناء بنهمة, نجمة الأولمبياد بدون منازع, من صنع الحدث بانتزاعها ثلاث ميداليات ذهبية في فئة الإعاقة البصرية (ت13 ) في سباقات100 م و200 م و400 م قبل أن يضاعف مواطنها عبد الإله مام الغلة بنيله المعدن النفيس في سباق800 م للفئة ذاتها. وتعزز الحصاد المتميز, الذي مكن المغرب من احتلال المركز32 في الترتيب العام ل147 بلدا, وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ رياضة الأشخاص المعاقين الوطنية, بفضية أحرزها يوسف بنبراهيم في سباق5000 م (فئة ت13 ), إضافة إلى برونزيتي الشقيقتين ليلى ونجاة الكرعة على التوالي في مسابقتي دفع الجلة ورمي القرص لفئة قصار القامة (ف 40 ). ولم تأت هذه النتائج الملفتة بمحض الصدفة, بل كانت ثمرة المجهودات والعمل الجاد الذي كان يروم النهوض بهذا النوع الرياضي سواء على مستوى الأولمبياد المغربي, الذي تترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة للاآمنة أو الجامعة الملكية المغربية للأشخاص المعاقين. وقد جاءت إنجازات الأبطال المغاربة, الذين ما فتئوا يتركون بصماتهم واضحة على كل مشاركاتهم إقليمية كانت أم دولية, لتتوج سنة2008 التي شكلت بدورها سنة تألق وإشعاع رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة. وتميز مشوار ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا بتألق المنتخب الوطني في الدوري الدولي لكرة السلة على الكراسي المتحركة, الذي احتضنته مدينة أكادير في يونيو الماضي, وظهور العناصر الوطنية بوجه مشرف في البطولة العربية الإفريقية لألعاب القوى بتونس (22 ميدالية7 ذهبية و9 فضية و6 برونزية) وكذا في الدورة السادسة للألعاب الإقليمية للأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإمارات. وإذا كان الدرب مازال طويلا لبلوغ الأهداف المتوخاة, فإن النتائج التي حققها الرياضيون المعاقون في مختلف التظاهرات الجهوية والقارية والدولية هذه السنة تثلج الصدر وتعكس بحق طاقات ومؤهلات هذه الشريحة التي تحظى برعاية ملكية موصولة. والأكيد أن رياضة الأشخاص المعاقين الوطنية تضطلع بمهامها كاملة من خلال المساهمة في تكريس الاستراتيجية التي ينهجها المغرب بهدف إدماج الأشخاص المعاقين في الحياة العامة. ع.ر