أكد رئيس جامعة الجيدو أن النتائج المحصل عليها في أولمبياد أثينا، ليست كارثية وأن الاتحاد الدولي للعبة مطالب بإعادة النظر في طريقة التأهيل للأولمبياد، وأوضح بأن الأبطال المغاربة يحتاجون أولا للاستقرار الإجتماعي، مبرزا في الوقت ذاته ارتياحه التام للخلف بعد النتائج التي حققها الفتيان والشبان. - ما هو تقييمك لمشاركة الجيدو المغربي في الألعاب الأولمبية ببكين التي اختتمت مؤخرا؟ < بكل صراحة كنا نأمل خلال دورة بكين أن تمنح رياضة الجيدو للشعب المغربي أول ميدالية أولمبية في تاريخ مشاركتها في الأولمبياد، وهذا ما كنت قد صرحت به في جريدتكم «المساء» قبل انطلاقة الألعاب، لكن مع كامل الأسف لم نتمكن من تحقيق المراد لأن الظروف لم تكن تسمح بذلك كما أن القرعة لم تكن رحيمة بالابطال المغاربة، وبالمناسبة أقدم اعتذاري للشعب المغربي لعدم تمكن الجيدو المغربي من التتويج, من جهة أخرى يمكن اعتبار مشاركة الجيدو في الألعاب الأولمبية الأخيرة ببكين جد إيجابية والأحسن في تاريخ المشاركات الأولمبية, فعلا لم يستطيع الأبطال المغاربة الأربعة حصد ميدالية أولمبية، لكنهم في المقابل أبانوا في منازلاتهم عن مستويات عالية فوق البساط كما أكملوا مقابلاتهم حتى نهايتها ولم يخسروا إلا بصعوبة كبيرة و بالالتجاء إلى التنقيط، خلافا للدورات السابقة حيث كان المصارع المغربي يخسر بالعلامة الكاملة (إيبو) خلال الثواني الأولى من النزال،.كما أريد الإشارة إلى أنه لأول مرة في تاريخ مشاركة الجيدو في الأولمبياد يشارك المغرب بأربعة أبطال ثلاثة منهم تلقوا داخل تكوينهم المغرب. - هل كان طموحك مشروعا فيما يخص إمكانية حصد ميدالية في الألعاب الأولمبية ببكين؟ < تفاؤلنا قبل انطلاقة الألعاب الأولمبية فيما يخص إمكانية حصد ميدالية أولمبية ببكين لم يأتي من فراغ, لقد كنا نراهن على الأبطال الأربعة وبدرجة كبيرة على البطل عطاف صفوان الذي يعد أمل الجيدو المغربي, هذا البطل عرف التألق منذ صغره و مرورا بجميع الفئات العمرية لقد حقق الرتبة 5 في بطولة العالم للشبان بكوريا الجنوبية سنة 2003، وحصد ألقابا عربية و إفريقية في فئة الصغار والفتيان و الشبان والكبار، رغم أنه مصارع غير محظوظ يتعرض للإصابات بكثرة، وهو ما كان يؤهله للمنافسة على إحدى الميداليات في الألعاب الأولمبية بالنظر لمساره الجيد و النتائج التي حققها في دوريات دولية بأوروبا قبيل انطلاق الألعاب، فلولا الإصابات التي كان يعاني منها لاستطاع حصد ميدالية أولمبية، كما أن الأبطال المغاربة الثلاثة المشاركين لديهم إمكانيات جيدة لا تقل شأنا عن صفوان لذلك نعتبر طموحنا في حصد ميدالية أولمبية قبل الألعاب أمرا مشروعا. - لكن مدة التحضير للحدث لم تكن كافية للصعود لمنصة التتويج؟ < صحيح أنا أتفق معك, مدة شهرين غير كافية للاستعداد للألعاب الأولمبية وهذا إكراه دائما يواجهنا بما أننا كمغاربة لا نشارك في الألعاب الإفريقية، و يجب أن ننتظر البطولة الإفريقية حتى نضمن التأهل للألعاب أو نقوم بخوض دوريات دولية مؤهلة للأولمبياد، حيث غالبا ما نضمن التأهيل في وقت متأخر, ربما يجب على الإتحاد الدولي و العالمي أن يعيد النظر في طريقة التأهل للأولمبياد والفترة الزمنية التي تقام فيها الإقصائيات المؤهلة كي يجد جميع الأبطال المشاركين الوقت الكافي للاستعداد. - اشتكت عناصر المنتخب أثناء مبارياتهم في بكين من غياب التطبيب, من يتحمل مسؤولية هذا الغياب؟ < صراحة الجامعة لا تتحمل مسؤولية غياب طبيب خاص بالمصارعين الأربعة وليس من اختصاصها تعيين طبيب يرافق الأبطال, لقد خصصت اللجنة الأولمبية المغربية لجامعة الجيدو مرافقين فقط يرافقون المصارعين الأربعة وكان من اللازم علينا أن نبعث رفقة الأبطال مدربا وطنيا ومسؤولا إداريا وبالتالي فوفد الجيدو المغربي ببكين لم يتعد ستة أشخاص، ولا يحق لنا كجامعة أن نضيف مرافقا طبيبا أو مدربا. أنا شخصيا ذهبت إلى بكين بصفة حكم دولي للمشاركة في تحكيم مقابلات الدورة و لم يكن لدي حق ولوج القرية الأولمبية لأنه لم يكن لدي تصريح بذلك. - ماذا كان ينقص الجيدو المغربي ليحصد ميدالية أولمبية ببكين؟ < يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا فلا يعقل أن نطلب من رياضيين يعيشون أوضاعا اجتماعية صعبة وغير مستقرة أن يمنحونا ميداليات أولمبية, فمعظم الرياضيين المغاربة يكرسون طول وقتهم للرياضة ويعيشون البطالة طول السنة كما يتدبرون قوتهم اليومي من المنح الرياضية الهزيلة التي تمنح لهم في المناسبات والمنافسات الرياضية، وقبل المشاركة في الألعاب الأولمبية يصبح الرياضي تحت ضغط نفسي رهيب نتيجة تفكيره في الحافز المالي الكبير عند نجاحه وفي عودته للبطالة في حالة إخفاقه، مما يجعل الرياضي المغربي في حالة نفسية صعبة يفقد معها تركيزه وغالبا ما يكون ذلك سببا رئيسيا في إخفاقه لذلك فأول شيء يجب القيام به هو التفكير في تحسين الحالة الاجتماعية للرياضيين. - كيف ترى مستقبل الجيدو بالمغرب بعد الألعاب الأولمبية؟ < بشهادة المتتبعين و الرياضيين بالمغرب فرياضة الجيدو تسير في الطريق السليم, نشتغل منذ سنة 2000 على برنامج عمل يرتكز بالأساس على الاهتمام بالفئات الصغرى و تكوين المدربين والحكام بالإضافة إلى منح إمكانيات أكبر للعصب والأندية، من أجل تنظيم ملتقيات جهوية و وطنية، نحن الآن بصدد جني الثمار الأولى لهذا البرنامج, أولا يشرفني أن تكون رياضة الجيدو ضمن الأنواع الرياضية السبعة التي شاركت في الأولمبياد وأن نشارك بأربعة مصارعين, ثانيا نتائج الفئات الصغرى للمنتخبات الوطنية الأخيرة تدعو للارتياح.