اقتنع يونس أحمدي البطل المغربي في رياضة الجيدو، بعدم قدرة الأبطال المغاربة على الوقوف في منصة التتويج في ظل الأوضاع الاجتماعية المزرية التي تعبث بتركيزهم، وقال في حوار مع «المساء» إن البطالة والتتويج لا يلتقيان، وإنه فضل الهجرة إلى كندا هروبا من حبال الخصاص. - بعد الإخفاق في أولمبياد بكين ما هو رد فعل جامعة الجيدو؟ < كنا كوفد للجيدو من أوائل العائدين إلى المغرب، التقينا ببعض الأعضاء الجامعيين في مطار محمد الخامس، وأكدوا لنا بأنهم لم يكونوا ينتظرون معجزة منا، وأن علينا نسيان نكبة الصين والتفكير في المستقبل. - هل تكفي هذه التطمينات؟ < الجميع آمن بأن الاستمرارية في العمل هي الوصفة التي قد تحمل الجيدو المغربي إلى منصة التتويج في لندن، طبعا البحث عن حلول لمعاناة لاعبي الجيدو، فالذين شاركوا في الأولمبياد الأخير، ليست لهم رواتب شهرية ولا حوافز، رغم ذلك فالوضع الحالي أفضل بكثير من الماضي، لكن على الجامعة أن تفكر في مستقبل الأبطال، بعد نهاية الألعاب الأولمبية لن يجد الكثير منا الإمكانيات لاستكمال الاستعداد، خاصة وأن التباري لن يبدأ إلا في شهر يناير، علما أن هناك من يتحمل مسؤوليات أسرهم أو لهم أبناء. - هل هناك أمل لوصول الجيدو المغربي إلى منصة التتويج في الأولمبياد المقبل؟ < لا يمكن التقليل من قيمة المشاركة المغربية رغم عدم تمكننا من الوصول إلى منصة التتويج، لأول مرة في تاريخ الجيدو المغربي يتأهل أربعة أبطال من أصل 21 بطلا مؤهلا عن القارة السمراء، أنا مثلا لعبت قبل التوجه إلى بكين 7 دوريات دولية، حصلت على 5 ميداليات ذهبية وفضية، ثم إن كل الأبطال الذين هزمونا وصلوا للنهاية، المستوى ارتفع بشكل كبير وعلينا مواكبته. - قبل السفر إلى بكين كانت الآمال معقودة على الملاكمة وألعاب القوى لما يقصى الجيدو؟ < في الملاكمة من السهل التأهل إلى الأولمبياد، لأن التأهيل يكون بشكل مباشر ولو بالفوز في منازلة واحدة، أما في الجيدو فالوضع مختلف، منذ ثلاث سنوات ونحن نبحث عن بطاقة التأهيل، وعلى الرغم من التصريحات التي كانت تراهن فقط على الملاكمة وألعاب القوى إلا أننا كنا نأمل في الحصول على ميدالية. - اللجنة الوطنية الأولمبية لا تشاطرك هذا الرأي؟ < اللجنة الأولمبية الوطنية لا علم لها بالصعوبات التي نواجهها، لو وفرت لنا كل الإمكانيات التي توفرت لخصومنا لكان هناك كلام آخر. - هل ستعود إلى كندا للبحث عن لقمة العيش أم ستواصل استعداداتك في المغرب؟ < بعد أولمبياد أثينا صرحت بأن عملا طويلا وشاقا ينتظرنا، وقررت أن أبدأ مسيرة البحث عن التألق من خارج المغرب، هاجرت إلى كندا وقضيت ثلاث سنوات من الاستعداد على نفقتي، بعد أن تبين لي أنه من الصعب البقاء في المغرب في غياب الإمكانيات المادية، لا يمكن للبطل أن يستعد للتظاهرات وهو عاطل عن العمل، لهذا كنت ألبي دعوة المنتخب وأحضر إلى المغرب ثم أعود لكندا، وعشت على هذا الإيقاع لمدة ثلاث سنوات، كنت أنفق على تحضيراتي من مالي فقط من أجل الحصول على تركيز ذهني. - الجيدو في كندا غير متطور؟ < لا فرق في المستوى بين الجيدو الكندي والمغربي، لكن في كندا الإمكانيات متوفرة على مستوى البنيات التحتية. - لماذا لا تلتزم الوزارة الوصية بتشغيلكم لوقف نزيف الهجرة؟ < من الواجب على وزارة الشباب والرياضة البحث عن مصدر عيش لأبطالها، بل هي ملزمة على غرار الدول المجاورة بتشغيل البطل الذي يفوز ببطولة إفريقيا مثلا، مما يضمن تركيزه على بقية المنافسات. - أنت تنتمي لفريق مرسى المغرب لماذا لم يفكر المسؤولون في توظيفك في هذه المؤسسة؟ < الوظائف تحتاج لشواهد من أجل الحصول على درجة أفضل، أنا حاصل على الباكلوريا ولدي بعض الشواهد، لكنها لن تمنحني مركزا يفي بحاجياتي، لا اقبل الاشتغال ب2500 درهم مثلا في الشهر. - لن تكون حاضرا في أولمبياد لندن؟ < سأعتزل الجيدو كممارس سنة 2009، أي بعد بطولة العالم ، أتمنى أن أنهي مشواري كبطل للعالم، كما سأشارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وبطولة إفريقيا والألعاب الفرنكفونية، ثم أعود إلى كندا من أجل استكمال دراستي، أما بقية الزملاء فسيشاركون بالتأكيد في أولمبياد لندن، باستثناء محمد العسري وأنا طبعا.