اعتبر نور الدين بنعبد النبي، رئيس البعثة المغربية في أولمبياد بكين، الحصيلة طبيعية بالنظر لضعف الإمكانيات المرصودة للجنة الأولمبية الوطنية، وقال في حوار مع «المساء» إن التقرير الذي سيعرضه على المكتب التنفيذي في أول اجتماع لا يكتفي بمحضر المعاينة، بل يرصد سر تفوق الصينيين وروح الانضباط التي ميزت عملهم خلال الأولمبياد. - ماهو تقييمك لحصيلة المشاركة المغربية في أولمبياد بكين؟ < شاركنا بسبعة تخصصات رياضية، لكننا بكل صراحة، كانت لدينا قناعة بأن السباحة والمسايفة والرمي بالقوس لن يجلبا للمغرب أي ميدالية، أما بقية الرياضات فقد كنا نتوسم فيها الخير، كالملاكمة التي شاركنا في منافساتها بعشرة ملاكمين، وكنا متيقنين بأن إثنين منهم على الأقل سيحرزون إحدى الميداليات، مع الأسف لم يصعدوا لمنصة التتويج، رغم أن المصباحي والعرجاوي كانا قريبين من التتويج، لولا بعض الأخطاء، نعترف بأن الهزيمة كانت منطقية ولا دخل للحظ أو التحكيم فيها. - لكن أمل المغاربة كان معلقا أكثر بالعاب القوى؟ < الآن ونحن نفكر بهدوء علينا أن نعترف بأن المغرب وإن خسر بعض الميداليات فقد ربح أبطالا للمستقبل كعبد العاطي إكيدير الذي احتل الصف الخامس، والعداءتان الواعدتان المتميزتان في نهائي 1500 متر كنا نعول على لعلو في 800 متر، نستحق أكثر من ميداليتين في العاب القوى. - دائما نعيد نفس الكلام عقب كل إخفاق؟ < هذه حقائق تضمنها التقرير الذي سأعرضه على اللجنة الأولمبية الوطنية، لكن علينا أن نعرف قدرنا ولا نتطلع لأكثر مما نستحق. - وإخفاق التيكواندو والجيدو هل كان منتظرا؟ < نعم كان منتظرا وعلينا ألا نختبئ وراء إصابة عبد القادر الزروري أو سوء الحظ، فمنى بنعبد الرسول واجهت بطلة عنيدة وأقصيت في الوقت الإضافي، أما الجيدو فلم يكن في المستوى لأن الخصوم أقوى، نحن نحتل الصف الثالث عربيا أو قاريا، فكيف نتطلع لاحتلال الصدارة عالميا بين عشية وضحاها، الحلم شيء والواقع شيء آخر. - إذن من المستحيل حيازة ميدالية في الأولمبياد؟ < علينا أن نتحلى بالواقعية في تحليل النتائج المحصل عليها، وعدم إطلاق التصريحات المفرطة في التفاؤل، قبل أن نسافر إلى بكين قلت بأن أمل المغرب معلق على ألعاب القوى من جهة وميداليتين في الملاكمة. - لكن بلدا كتونس استطاع الفوز بذهبية في لعبة السباحة؟ < صحيح لكن أنا لي رأي مخالف تماما، فأسامة الملولي ليس منتوجا لنادي تونسي، ولم تنجبه مسابح تونس، بل تعلم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهناك صقل مواهبه ونال ميدالية في مسابقة 1500 متر التي تساوي عشر ميداليات. - والحل؟ < لا يجب أن نعيد نفس السيناريو الذي نعيشه عقب كل أزمة، حيث نتكلم في البرلمان عن الإخفاق ونطرح الأسئلة التي يرددها الشارع ثم ننصرف، مادام المغرب لا يتوفر على سياسة رياضية واضحة فإننا سنعيد نفس الفصول، كما حصل مع كرة القدم عقب نهائيات كأس إفريقيا أو بعد الألعاب الأولمبية، عندنا أضعف ميزانية مخصصة لوزارة الشباب والرياضة في العالم، وبنية تحتية هشة، فالقاعات المغطاة مغلقة في وجه الأبطال، لكنها مفتوحة في وجه كل من أراد خوض مباريات في كرة القدم المصغرة من أجل تذويب الدهون، لأن إدارة القاعة تعول على مثل هذه المداخيل من أجل تسديد فواتير الماء والكهرباء وأحيانا الصيانة، علما أن القاعات شيدت لتكوين النشء وليس لأصحاب البطون. - لكن ما هي الملاحظات التي حملها تقريرك كرئيس للوفد المغربي؟ < التقرير الذي أنجزته يتضمن معاينة واقعية لما حدث، والبداية بالاجتماعات التي عقدت قبل السفر على مستوى الوزارة مع كل الجامعات المشاركة، ومن خلاله خلصت إلى شيئين أساسيين يجب القيام بهما بشكل عاجل، أولها غياب التواصل، نحن مجرد متطوعين نقوم بما يمليه علينا ضميرنا، ونقوم بالواجب الرياضي على حساب التزاماتنا الأسرية، لقد أكدت في التقرير على أخلاق وخصال الشعب الصيني لأن بلوغ الهدف لا يتطلب استعداد فقط على المستوى التقني بل الأخلاقي أيضا. - ماذا تقصد؟ < المرافق في بكين يقدم صورة راقية عن بلده، لا يستجدي لا يتجاوز اختصاصاته، عكس ما يحصل في كثير من التظاهرات العربية والقارية. - هل تتحمل اللجنة الأولمبية مسؤولية الإخفاق؟ < اللجنة الأولمبية الوطنية ينطبق عليها المثل القائل العين بصيرة واليد قصيرة، اللجنة «ماقاداش حتى براسها»، ميزانيتها لا تتجاوز 200 مليون سنتيم سنويا، وأضعف جامعة مداخيلها أفضل من اللجنة الأولمبية. - عدد مرافقي البعثة المغربية كان أكثر من الأبطال ما رأيك؟ < أولا هذه فرصة لتصحيح بعض الأمور، بالنسبة لعدم توفر البعثة المغربية على طبيب والاستعانة بطبيب جزائري، القانون يسمح بطبيب لكل أربعة أبطال، بمعنى أن التيكواندو والمسايفة والرماية بدون تطبيب، لهذا فضلنا الاستعانة بمعالج طبيعي اشتغل مع الجميع مادام المنظمون قد وفروا مصحات في القرية الأولمبية، لقد قضى الشانت مسؤول بجامعة الجيدو أياما في المصحة دون أن يشعر بخصاص أو تقصير،هناك تشدد من طرف اللجنة الأولمبية، لكنها تمنح لكل رئيس وفد فرصة استضافة قريب، وعوض أن أستضيف إبني أو أحد أفراد عائلتي أعطيت بطاقتي لأحيزون رئيس جامعة ألعاب القوى. - هل سيكون لرياضتنا موقع في منصات التتويج بأولمبياد لندن؟ < أنا على يقين بأن الخلف موجود، لكن علينا أن نتهيأ لأولمبياد 2012 من الآن بل من الأمس، مع تحديد المسؤوليات، من يفعل ماذا؟، من أجل النهوض بالرياضة على الأقل بالنسبة لرياضيي النخبة.