اعترفت نوال المتوكل وزيرة الشباب و الرياضة في اختتام أشغال المنتدى الجهوي بوجدة يوم الثلاثاء الماضي على أن قطاع الرياضة بالمغرب عرف تراجعا واضحا خلال العقد الأخير بعدما تعددت إخفاقات مجموعة من الأنواع الرياضية الوطنية وفشلت في مواصلة بروزها و تألقها على المستوى القاري والعالمي كما كان الشأن في عدة حقب رياضية سابقة. وأوضحت وزيرة الشباب و الرياضة أن غياب وزير للرياضة خلال خمسة سنوات كاملة إضافة إلى افتقاد القطاع نفسه إلى كاتب عام للدولة خلال سنتين سابقتين نتج عنه تشتت وتفكك العائلة الرياضية المغربية بجميع مكوناتها مما جعل الجامعات و الجمعيات الرياضية في عزلة حيث كان لكل ذلك تأثير بالغ على النتائج المحققة في المنافسات الرياضية الوطنية و العالمية. وأكدت الوزيرة على أن قطاع الرياضة يحظى باهتمام خاص في الوقت الحالي من طرف الحكومة المغربية الحالية التي يترأسها الوزير الأول عباس الفاسي مشيرة إلى أن وزارة الشباب والرياضة مقبلة على توقيع اتفاقية شراكة مع عدة وزارات، من بينها وزارة التربية الوطنية حيث ستهم الاتفاقية فتح أبواب المؤسسات التعليمية ( الجامعة، الثانوية، الإعدادية،...) في وجه عموم الشباب المغربي في الأوقات الخارجة عن أوقات الدراسة للاستفادة من البنيات التحتية الرياضية للمؤسسات من أجل مزاولة الرياضة، هذا بالإضافة إلى اتفاقية شراكة مع وزارة الصحة تهم إحداث وكالة مغربية لمكافحة المنشطات. وأشارت المتوكل إلى أن المنتديات الجهوية للرياضة التي أقيمت بكل من مدن العيون و مراكش وبني ملال ومكناس وطنجة و اختتمت بمحطة وجدة كانت أشغالها جد مثمرة و أبانت عن إرادة كبيرة لدى الفاعلين و المشاركين الرياضيين للمساهمة في وضع الإستراتجية الجديدة للرياضة المغربية في أفق سنة 2020 وقالت الوزيرة « كان من السهل أن نقوم بوضع استراتجية جديدة للرياضة دون اللجوء إلى المنتديات الجهوية لكننا فضلنا أن نشرك جميع المتدخلين في الحقل الرياضي في وضع أسس السياسة الرياضية المستقبلية وذلك إيمانا منا بأن قطاع الرياضة هو شأن عام لكل المغاربة ...». وأضافت الوزيرة أنه حان الوقت بعد مرور 43 سنة على أول مناظرة وطنية للرياضة أن نقف وقفة تأمل خلال المناظرة الوطنية المقبلة التي ستقام يوم 24 و 25 من هذا الشهر على ما أنجز في الماضي وإلى ما عليه حال رياضتنا اليوم و إلى أين نريد أن نصل برياضتنا في المستقبل القريب و البعيد. وحول المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية المقبلة ببكين قالت المتوكل من المستحيل أن تعود الرياضة المغربية من الألعاب الأولمبية المقبلة بدون ميدالية موضحة أن مشاركة المغرب في الألعاب الأولمبية ببكين بسبعة أنواع رياضية في هذه الظرفية يعتبر في حد ذاته إنجازا حيث أشارت الوزيرة إلى أن آمال المغاربة في أولمبياد بكين معقودة على رياضة ألعاب القوى والملاكمة لمواصلة الظفر بالميداليات كما فعلت في الدورات السابقة بالإضافة إلى أن رياضيي الجيدو و التيكواندو مطالبون برفع التحدي. هذا ولم يتم بعد تحديد مكان انعقاد المناظرة الوطنية التي ستعقد يومي 24 و 25 من الشهر الجاري إذ ما زالت وزارة الشباب و الرياضة حائرة بين عقد المناظرة بالرباط أو الدارالبيضاء.