سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل جديدة مثيرة تتعلق بكارثة «طانطان»: نفي وزارة الداخلية بأن الشاحنة لم تكن محملة بالبنزين المهرب غير مقنع *ارتباك في التحقيقات والحكومة أصابها الخرس والعائلات تحتج والسلطات ترهبها
وإن كذبت وزارة الداخلية المغربية الخبر الذي تم تداوله بشكل كبير سواء في شبكات التواصل الاجتماعي أو في أحاديث المواطنين الذي أكد أن الشاحنة التي اصطدمت بحافلة «الساتيام» بجماعة الشبيكة قرب طانطان وأفضت إلى حادثة مرور أودت بحياة 33 شخصا أغلبهم من الأطفال لم تكن محملة بالبنزين المهرب، فإن نفي الوزارة يبقى غير مسنود، من جهة، يبدو من التحقيق الذي باشرته وزارة الداخلية أنه لم يفض إلا إلى هذه النتيجة، والتي تبرئ وزارة الداخلية نفسها بنفسها، في حين لم تكشف لحد الآن عن أية نتائج أخرى، والرأي العام الوطني وسكان المناطق الجنوبية ومعهم السلطات المحلية والإقليمية يعرفون حجم تهريب المحروقات التي يتم تهريبها من أقاليمنا الجنوبية إلى الأقاليم الشمالية بسبب انخفاض أسعارها هناك. ولا يكفي نفي عادي لوزارة الداخلية لرفع التهمة، خصوصا وأن الشاحنة كانت قادمة من الجنوب معبأة بالبنزين وهو ما تسبب في إشعال النيران في الحافلة وأفضى إلى وقوع كارثة حقيقية. فإلى أين كانت الشاحنة متجهة بالبنزين، وهل يعقل أن يكون حملها لكل تلك الكمية من البنزين محل صدفة، خصوصا وأنه لا يوجد أي تفسير لذلك، اللهم إلا إذا ادعت وزارة الداخلية أن الشاحنة لم تكن معبأة بالبنزين بل كانت معبأة بالهواء وأن هذا الهواء هو الذي تسبب في اشتعال النيران. إلى ذلك لم تتسرب أية معلومات عن سير التحقيق ولا عن الجهة المكلفة به، وتلوك الألسن أن فريقا من المحققين ينتمون إلى الدرك الملكي يباشر التحقيقات بيد أن وزارة الداخلية كلفت فريقا آخر تابعا لمصالحها الإدارية، ويجهل لحد الآن أسباب تلكؤ القضاء في الدخول على خط التحقيقات. ومن جهة أخرى أصيبت الحكومة بالخرس ولم تصدر ردود فعل تذكر، اللهم عبارات التعازي التي تبرع بها بعض الوزراء، واكتفت المصالح الحكومية لحد الآن بلعب دور حفار القبور وتنظيم الجنائز، بيد أن أصواتا في شبكات التواصل الاجتماعي طالبت باستقالة وزير التجهيز والنقل والوزير المنتدب في النقل، كما طالب آخرون بإعلان الحداد الوطني حزنا وترحما على أرواح الضحايا. وعلمنا أن عائلات الضحايا احتشدوا مساء الجمعة الماضي أمام مقر شركة النقل الساتيام بمدينة العيون للاحتجاج وعوض أن تأخذ السلطات الحكومية بخاطرهم وتفتح معهم حوارا أحضرت لهم تعزيزات أمنية كبيرة لترهيبهم وهو الأمر الذي زاد في التذمر والاستياء. إلى ذلك أكدت مصادر وثيقة أنه استحال تحديد هويات الجثث التي كان كثير منها في حالة تفحم كامل وتم الالتجاء إلى التحليل الحمضي (ADN) للكشف عن الهويات.