سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخليجيون لأوباما: مشكلتكم مع إيران النووي ومشكلتنا هي الفتنة: مطالب باتفاق ملزم لإيران حول النووي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية وتحجيم نفوذها
كشفت مصادر دبلوماسية، أن القادة الخليجيين الذين اتصل بهم الرئيس الأميركي باراك أوباما شددوا على أن مخاوفهم من إيران تختلف عن مخاوف الغربيين منها، وأن مشكلتهم ليست مع برنامجها النووي وإنما مع مشروعها الإقليمي التوسعي وسعيها لإثارة الفتنة الطائفية ما يهدد استقرار الخليج والمنطقة ككل. وقلّل مراقبون من فرص نجاح أوباما في التسويق للاتفاق الذي أبرمه مع الإيرانيين، لافتين إلى أنه سيلقى صعوبة في إقناع حلفائه العرب، وخاصة الخليجيين المعنيين بشكل مباشر بأنشطة إيران. وكان أوباما أجرى الجمعة اتصالات هاتفية بكل من عاهل البحرين وولي عهد أبوظبي وأميري الكويت وقطر، وقبلها بيوم أجرى اتصالا مماثلا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. ودعا الرئيس الأمريكي قادة دول مجلس التعاون الست إلى اجتماع "هذا الربيع"″في الولاياتالمتحدة في مسعى لطمأنتهم بشأن أمنهم أمام أيّ تهديد من جانب إيران. ويحاول أوباما تصوير الاتفاق كونه انتصارا على إيران ونجاحا في الحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم واستحالة أن تصل إلى تصنيع قنبلة نووية، وهو هدف غربي إسرائيلي بالدرجة الأولى. لكنّ حلفاء عربا لواشنطن سبق أن عبروا عن استيائهم في لقاءات مع مسؤولين أميركيين من تركيز الإدارة الأميركية دائما على الملف النووي فقط دون التطرق إلى الدور التخريبي الذي تلعبه إيران في العراقوسوريا ولبنان واليمن والبحرين. وحذر المسؤولون العرب نظراءهم في واشنطن من أن التوصل إلى أيّ اتفاق لا يتضمن وضع أطر للتحركات الإيرانية في المنطقة وإجبارها على عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة، أمر لا قيمة له. وما تم كشفه من تفاصيل عن الاتفاق الذي أبرم الخميس الماضي في لوزان بسويسرا ليست فيه أيّ إشارة إلى التزام إيران بوقف محاولات تمددها في المنطقة، وخاصة ما تعلق بالتدخل العسكري المباشر الذي عمدت إليه وبشكل علني في كل من سورياوالعراق، وهو أمر يتناقض بشكل جلي مع القوانين الدولية، لكن إدارة أوباما كانت دائما تغمض الأعين عن الأمر وتكتفي بمجرد التحذير. وبعد الاتفاق مباشرة سعى الرئيس الأمريكي إلى تأكيد التزام بلاده بأمن دول الخليج، وهو ما يعني وفق محللين سياسيين أن الولاياتالمتحدة لم تطلب من إيران أيّ تعهدات تجاه الأدوار المثيرة للجدل التي تقوم بها في المنطقة. وقال أوباما في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي "نعيد التأكيد على التزامنا تجاه أمن شركائنا في الخليج"، وأن بلاده لا تنوي التراجع عن عقوباتها ضد إيران على خلفية "دعمها للإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان وبرنامج الصواريخ الباليستية الخاص بها". مضيفاً "سيظل قلقنا مرتبطا بالسلوك الإيراني طالما استمرت إيران في رعايتها للإرهاب ودعمها لوكلائها الذين يزعزعون استقرار الشرق الأوسط وتهديداتها ضد أصدقاء أميركا وحلفائها مثل إسرائيل". ولا تقف مشاكل أوباما عند حد حلفائه العرب، ففي الداخل الأمريكي هناك اختلاف في وجهات النظر معه تجاه الدور الإيراني الذي ترى شخصيات أميركية بارزة أنه مهدد لمصالح الولاياتالمتحدة ومصالح حلفائها. ويتخوف مسؤولون سابقون ونواب بالكونغرس من أن سياسات أوباما تجاه إيران قد تفقد الأميركيين ثقة حلفائهم التقليديين الذين لا يصدقون أن ما يفعله أوباما مجرد مناورة لمنع طهران من تطوير قدراتها النووية. وينتظر أن تثير تفاصيل الاتفاق النووي مع الإيرانيين معارضة قوية من الجمهوريين، وأن من الصعوبة بمكان أن ينجح أوباما في تسويقه داخل الكونغرس.