قال وزير الخارجية الأمريكي الأربعاء، في ختام ثلاثة أيام من المفاوضات النووية "الصعبة" مع نظيره الإيراني محمد ظريف في سويسرا، أن الاتفاق النهائي حول برنامج إيران النووي يجب أن يكون "جيدا" ويحظى بموافقة المجتمع الدولي. وأكدت واشنطن أنها تعمل حاليا مع إيران للتوصل إلى اتفاق وليس إلى مصالحة بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية الثنائية منذ 35 عاما. قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للصحافيين في مونترو السويسرية بعد جولة من ثلاثة أيام من المفاوضات النووية "الصعبة" مع نظيره الإيراني محمد ظريف في سويسرا "الهدف ليس التوصل إلى أي اتفاق، وإنما التوصل إلى اتفاق جيد يمكن أن ينجح أمام تدقيق" المجتمع الدولي. وأضاف "منذ البداية كانت هذه المفاوضات صعبة وكثيفة وما زالت، لكننا أحرزنا تقدما ويجب القيام بخيارات مهمة". وتوقع كيري "حصول تدقيق في هذا الاتفاق من خبراء في جميع أنحاء العالم، تدقيقا من قبل الحكومات الأخرى ... تدقيقا من الكونغرس في الولاياتالمتحدة، وتدقيقا من البلدان المعنية في المنطقة". من جهته، دعا ظريف بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية ايسنا "الدول الغربية وخصوصا الولاياتالمتحدة إلى الاختيار بين اتفاق نووي أو الاستمرار في (فرض) العقوبات". وأضاف "إذا كان الغرب يرغب حقا في اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني فما من حاجة للاستمرار في العقوبات"، مبديا مع ذلك تفاؤله لأنه بحسب ما قال "رغم وجود خلافات فإن الطريق للتوصل إلى اتفاق نهائي لم يعد طويلا". وكان قبل ذلك أشار في تصريحات للتلفزيون الإيراني إلى إحراز "تقدم" حول منشأة فوردو للتخصيب، ثاني أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران، وحول "الأبحاث والتطوير" في المجال النووي. لكنه أضاف "ما تزال هناك خلافات مهمة حول العقوبات". ودعا إلى "إحراز تقدم حول التخصيب ومفاعل المياه الثقيلة في موقع آراك". وصرح ظريف في وقت سابق أن "عوامل خارجية وسياسية لن تشتت تركيزنا في هذه المفاوضات، وسنواصل الاستنارة بخبرائنا وعلمائنا ومصالحنا الوطنية ومصالح شركائنا وحلفائنا"، وذلك في رد على انتقادات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن من دون أن يذكره بالاسم. إلا أن كيري قال إنه "في ما يتعلق بكل الاعتراضات التي أبدتها بلدان على الأنشطة الإيرانية في المنطقة ... تقضي الخطوة الأولى بمنع إيران من التوصل إلى سلاح نووي. ومن دون اتفاق ستتمكن إيران من المضي قدما في برنامجها النووي، ونحن متأكدون من ذلك". وبعدها غادر كيري إلى المملكة السعودية التي وصلها مساء الأربعاء. وسيلتقي في الرياض وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وأيضا العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بهدف طمأنته. فالتقارب الأمريكي الإيراني بعد أكثر من 30 عاما من المواجهة، لا يثير قلق إسرائيل فقط بل أيضا حلفاء واشنطن في الخليج الذين يخشون اتساع النفوذ الإيراني.