اعتبر الأخ حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، أنه من غير الممكن أن نقارن بين حزب العدالة والتنمية التركي ونظيره المغربي، فالأول يتوفر على برنامج أصبح اليوم محل مناقشة في العالم، بينما البيجيدي في المغرب غارق في المشاكل والخلافات الداخلية، وفضائح الحكومة خير دليل على ذلك منذ بدايتها إلى الآن. مشددا خلال ختام جولة قادته إلى تركيا والتقى خلالها قادة العدالة والتنمية هناك، أن حزب أردوغان في السماء بينما حزب بنكيران تحت الأرض. وأضاف الأستاذ شباط، أن تركيا تمكنت من بناء سياستها بشكل جيد، خصوصا بعد ظهور نجم طيب رجب أردوغان، الذي بدأ برئاسة بلدية إسطنبول وقام بدور أساسي فيها فكانت هي الانطلاقة لإصلاح البنية التحتية على مستوى تركيا بكاملها. مشيرا إلى وجود عقلية مختلفة تماما لدى الحزب التركي عن نظيره المغربي، «فإذا كان حزب العدالة والتنمية لدينا بنى سياسته على الزيادة في الضرائب والأسعار وتقليص الوظائف، فإن العكس هو ما حصل في تركيا حيث بنيت سياسة أنقرة على التغطية الصحية التي تشمل الجميع، والاعتماد على الذات وخلق فضاء كبير للاستثمارات، وخلق الثقة بين مؤسسات الدولة والشعب التركي، مما جعل البلاد تنفتح للتصنيع والتجارة والفلاحة وكل المجالات، والدولة تدعم المواطن». وحول العلاقة بين حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية التركي، قال شباط إن الحزبين معا تطغى على توجهاتهما المصلحة الوطنية، فحزب الاستقلال سواء كان في الحكومة أو في المعارضة يبقى حزبا وطنيا، وله برنامج ويستعد للاستحقاقات المقبلة، كما أنه أصبح من الأحزاب الدولية بعد انخراطه في الاتحاد الديمقراطي الدولي، مشددا على أنه من غير المهم بالنسبة لحزب الاستقلال إذا كان داخل الحكومة أو خارجها بقدر ما تهمه المصلحة العليا للوطن ومصلحة الشعب المغربي. وأكد الأخ حميد شباط أن حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية التركي يشتركان في المرجعية الإسلامية، وتاريخهما مشترك تميز بالنضال والكفاح من أجل تحرير وطنيهما ومن أجل التنمية وخلق فرص العمل والتربية والتكوين، مما يظهر أن لدينا نفس الأهداف والبرامج والعمليات، لهذا ومنذ الزيارة الأولى اقتنع الجميع أنه لا بد من أن نشتغل جنبا إلى جنب من أجل تقوية العلاقات في ما يخص التبادل الصناعي والتجاري، والاستفادة من خبرات البلدين معا، فالهدف من الزيارة هو توطيد العلاقات بين الدولتين والشعبين، فقوتنا هي في اجتماعنا في المستقبل. وكان الأخ الأمين العام، حميد شباط، قد أجرى خلال الزيارة التي قادته إلى تركيا الأسبوع المنصرم، عدة لقاءات بالعاصمة أنقرة ومع مسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم، خاصة مع رئيس الوزراء نومان كورتولموس ورئيس لجنة الصداقة المغربية التركية إلهان إيرليكايا، والتي تمحورت حول سبل تعزيز العلاقة بين الحزبين. وفي سياق متصل، عززت مدينة فاس ومدينة قونية التركية، شراكتهما بتوقيع اتفاق توأمة يكرس متانة العلاقة بين المدينتين العريقتين، اللتين يتجاوز تاريخهما ألف سنة زاخرة بتراث تاريخي وثفافي ثري. ويروم هذا الاتفاق الذي وقعه حميد شباط عمدة فاس وتهير أكيرك عمدة قونية، يوم الأربعاء الماضي، تطوير التعاون بين العاصمتين السياسيتين القديمتين للمملكة وسلطنة السلاجقة.