سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد أن شدد على أن مستقبل العلاقة بين البلدين محكوم عليه بالتعايش: خبير دولي يتوقع أن يشعل مقترح إسبانيا بتوسيع الحدود البحرية لجزر الكناري فتيل «التوتر»
توقع تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية أن تشهد العلاقات المغربية الإسبانية مزيدا من شد الحبل على خلفية تقدم الجارة الإيبيرية بمقترح إلى الأممالمتحدة يخص توسيع الحدود البحرية لجزر الكناري،خصوصا في ضوء وجود اليمين في سدة الحكم داخل الجارة الشمالية للمملكة. واعتبر تاج الدين الحسيني، في تصريح للعلم، أن الطلب الذي تقدمت به إسبانيا في دجنبر الماضي والذي يرتقب أن تدافع عنه في شهر يوليوز القادم داخل أروقة الأممالمتحدة والقاضي بتوسيع الحدود البحرية لجزر الكناري يدخل في إطار سيادة أي دولة، شريطة أن تقرر ذلك ضمن حدودها وفي توافق تام مع دول الجوار وباحترام تام لمقررات الأممالمتحدة،معتبرا أن من حق المغرب الاعتراض على المقترح الإسباني بهذا الخصوص،لا سيما أن المنطقة موضوع التجاذب،تدخل ضمن ما يعرف بالمنطقة الخالصة، وهي منطقة بحرية تمتد على مسافة 200 ميل بحري عن اليابسة،وتمارس عليها الدول حقوقا خاصة في الاستغلال واستخدام مواردها البحرية. وعزا أستاذ الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط إقدام السلطات الإسبانية على اتخاذ هذه الخطوة التي وصفها مراقبون ب"المستفزة"، إلى صعود اليمين الإسباني من جهة، وإلى عودة الدفء إلى العلاقات المغربية الفرنسية،وهو ما أدى إلى اشتعال فتيل توتر خفي بين الرباط ومدريد، خصوصا أن إسبانيا أضحت تشغل موقع الشريك الاقتصادي والتجاري الأول للمغرب منذ سنتين ،مستدلا على ذلك بالمواقف الحادة التي طبعت الدبلوماسية الإسبانية اتجاه المغرب مؤخرا، وليس آخرها تصريح وزير الخارجية الإسباني ، "خوسيه مانويل غارسيا مارجيو"،الذي انتقد صراحة مشاركة رئيس الوزراء الإسباني الأسبق،"لويس ثاباتيرو"،في فعاليات منتدى "كرانس مونتانا" الذي احتضنته مدينة الداخلة المغربية خلال الشهر الجاري. وبعد أن شدد على أن مستقبل العلاقة بين البلدين محكوم عليه بالتعايش ، دعا تاج الدين الحسيني إلى ممارسة سياسة الحذر إزاء الطموحات الإسبانية، معتبرا أن المغرب لديه ما يكفي من أوراق الضغط ضد جارته الشمالية دفاعا عن حقوقه الثابتة، ومتوقعا بهذا الخصوص أن يدخل الجاران في مسلسل جديد من التفاوض على كافة النقط محل الخلاف، على قاعدة ضمان المصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين. ومعلوم أن المغرب تقدم خلال الأسبوع المنصرم برسالة إلى الأممالمتحدة احتجاجا على المقترح الإسباني، القاضي بتوسيع الحدود البحرية الواقعة بين المغرب وجزر الكناري، وذلك على خلفية رغبة الجارة الشمالية في توسيع حدودها البحرية من أجل القيام بعمليات أوسع للتنقيب عن النفط،حيث أكد المغرب في رسالته أن أن مشروع المقترح الإسباني يهم مناطق بحرية مشتركة بين البلدين ولم يتم الحسم فيها إلى حدود الآن ، وهو ما يمنع على إسبانيا القيام بهذه الخطوة الانفرادية لتوسيع حدودها البحرية على حساب المغرب.