بمنطق الأشياء ينتظر المغاربة إسشتقالة فورية و إعتذارا رسميا يقدمهما كل من وزير الشباب والرياضة ووزير الاسكان . محمد أوزين مسؤول عن الشوهة الحقيقية التي لحقت مركب مولاي عبد الله و أحالت أرضيته المعشوشبة الى برك مائية متوحشة تناقلتها كاميرات محطات العالم خلال مباراة برسم الموندياليتو التي تحتضنه بلادنا . حجم الفضيحة لا يقف فقط عند ما عاينته كل الأعين التي كانت مصوبة نحو المركب بل يتعداه الى كون الوزير الوصي على القطاع شرب حليب السباع و تعمد بمناسبة مروره عبر قناة وطنية الاختباء وراء منطق المؤامرة لتبرير ورطته الحقيقية كمسؤول أول و أخير عن ما جرى بمركب العاصمة السياسية للمملكة من فضيحة تعجز الألسن عن وصفها . أوزين و بلغة الواثق بنفسه شرع حتى دون أن يتوصل بتقارير وافية عن أسباب ما جرى في توزيع الاتهامات يمينا و يسارا و تحدث عن الطابور الخامس الذي يسيء الى صورة البلاد و مضى بعيدا في إعطاء الدروس في الوطنية بل و بلغت به الورطة الى حدود الادعاء أن وزارته لم تتسلم بعد و بصفة نهائية المركب بعد أشغال التهيئة و الاصلاح التي خضع لها قبل أسابيع فقط و الذي تؤكد المصادر أن كلفتها ناهزت 22 مليار سنتيم . وزارة الشباب والرياضة قررت متأخرة فتح تحقيق معمق و هو ما يفيد بأن السيد الوزير إطمأن فقط لتقارير أخصائيي الفيفا الذين قال في مروره التلفزي أنهم عاينوا عن كثب و بتدقيق مرافق المركب و أهمل دور و مسؤولية وزارته في التأكد من جودة الأشغال التي خضعت لها مؤسسة تابعة لوصايتها المباشرة قبل فتحها أمام منافسة دولية بحجم الموندياليتو . الأكيد أن السيد أوزين سيبدع مجددا في البحث عن مشجب يعلق عليه إخفاقه المروع الجديد و حتما ستكون الشركة المكلفة بالاصلاح هي كبش الضحية لكن المغاربة لا يرون مخرجا للفضيحة المجلجلة التي مرغت كرامة البلاد في الوحل غير إستقالة يقدمها الوزير ليريح و يستريح من كل هذا اللغط . ... صبيحة البارحة فقط لقي شخصان مصرعهما إثر انهيار منزل بحي "الجريفات" بآسفي و قبلها بساعات فقط شهدت المدينة القديمة بالبيضاء إنهيار ثلاثة منازل خلفت قتيلين و خمسة جرحى في حصيلة جديدة تنضاف لمسلسل الانهيارات التي تحولت الى مسلسل رعب مشوق تتوالى حلقاته . بغض النظر عمن يتحمل المسؤولية القانونية لمسلسل الفواجع التي تتكرر بالمغرب في الوقت الذي ما زال فيه القضاء ينظر في ملف فاجعة بوركون التي حصدت قبل أشهر فقط 23 قتيلا , تظل المسؤولية السياسية لوزارة الاسكان ثابتة لأنها تدرك و تتبنى الأرقام التي قدمتها للرأي العام و التي تتحدث عن ما لا يقل عن أربعة آلاف مسكن مهدد بالانهيار في أي وقت في مدينة الدارالبيضاء وحدها، وأكثر من 114 ألف منزل آيل للانهيار في المغرب كله، خاصة في الأحياء العتيقة والتاريخية لمدينة فاس، وسط البلاد لكنها أي وزارة السيد بن عبد الله لم تقم لحد الساعة ورغم توالي الكوارث في عهدها بأي تدبير لحقن الدماء المغربية السائبة بين الأنقاض . السيد بن عبد الله قال في غمرة حالة تأثر قبل سنتين بأنه سيستقيل في جالة تكرر حادث الانهيارات, طالت لائحة القتلى و الثكلى و الميتمين و لم يلمس المغاربة لاستقالة السيد الوزير أثرا .