تأهل فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي (بطل أوقيانوسيا) إلى دور نصف نهاية النسخة الحادية عشرة لكأس العالم للأندية لكرة القدم (المغرب 2014) عقب فوزه على فريق وفاق سطيف الجزائري (بطل إفريقيا) بهدف دون رد في مباراة ربع النهاية الأولى التي جمعت بينهما أول أمس السبت على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وسجل هدف المباراة الوحيد اللاعب الإنجليزي السابق لفريق إيفرتون جون إيرفينغ، في الدقيقة 52. وجاءت أطوار الشوط الأول من هذه المباراة، التي جرت في أجواء ممطرة وأدارها طاقم تحكيم من البرتغال بقيادة بيدرو بريانسا وتابعها جمهور غفير، متكافئة بين الفريقين النيوزيلندي والجزائري، اللذين دخلا في فترة جس النبض استغرقت 20 دقيقة. وحاول كل من الفرقين القيام بمحاولات لكنها كانت تجهض مبكرا بسبب التكتل الدفاعي الذي اعتمده كل منهما ليسجل أول تهديد في اللقاء لفريق وفاق سطيف عبر قلب هجومه محمد بن يطو الذي حول كرة برأسه مرت فوق عارضة مرمى الحارس تاماتي ويليامس بقليل. ورد فريق أوكلاند في الدقيقة 30 بتسديدة أرضية زاحفة من رجل صانع ألعابه ريان ديفيرس الذي كان قريبا من افتتاح حصة التهديف لكن كرته مرت محاذية لمرمى الحارس سفيان خضيرية. وواصل الفريق النيوزلندي بحثه عن الهدف الذي كاد أن يتأتى في الدقيقة 36 وذلك في أعقاب اختلاط أمام المرمى لكن الدفاع تدخل وأنقذ الموقف. قبل أن يعود اللاعب أنخيل بلغرانا في الدقيقة 44 ليختبر قدرات الحارس الجزائري بتسديدة لامست العارضة. ودخلت عناصر فريق أوكلاند سيتي الشوط الثاني بكل ثقة وضغطت بقوة على دفاع فريق وفاق سطيف الذي تراجعت عناصره بدون مبرر إلى الخلف وحصنت دفاعها. ولم تذهب المناورات التي كانت تقوم بها عناصر الفريق النيوزلندي سدى بل أثمرت عن هدف في الدقيقة 52 بواسطة اللاعب الإنجليزي السابق لفريق إيفرتون جون إيرفينغ ، الذي لم تترك تسديدته القوية أي حظ للحارس خضيرية. وحاول الفريق الجزائري العودة في النتيجة ونزل بكل ثقله على مرمى الفريق النيوزلندي لكن تسرع مهاجميه وعدم تركيزهم أضاع عليهم إدراك التعادل. بل كاد اندفاعهم أن يأزم الوضع أكثر بعدما تركوا مساحات للاعبي الفريق المنافس اللذين اعتمدوا على المرتدات السريعة والخاطفة التي كان بإمكانها تعميق الفارق خاصة في الدقيقة 67 عبر بريان ديفريس. ورغم أن أوكلاند سيتي لعب 120 دقيقة في مباراة الافتتاح أمام المغرب التطواني ولم يحسمها إلا بالضربات الترجيحية، فإن ذلك لم يؤثر على اللياقة البدنية للاعبين الذين قاوموا بالضغط الكبير على الوفاق في الدقائق الأخيرة وصدوا بشجاعة كل الهجمات، قبل أن يتأهلوا بفوز مستحق. وكان على فريق أكلاند سيتي، التي تأسس منذ عشر سنوات، انتظار مشاركته السادسة على التوالي في نهائيات كأس العالم للأندية ليبلغ المربع الذهبي لأول مرة حيث سيلاقي يوم الأربعاء المقبل على أرضية الملعب الكبير بمراكش (السابعة والنصف مساء) فريق سان لورينزو الأرجنتيني (بطل أمريكا الجنوبية). من جهته تأهل فريق كروز أزول المكسيكي (بطل الكونكاكاف) إلى دور نصف النهاية عقب فوزه على فريق ويسترن سيدني وانديريرز الأسترالي (بطل آسيا) 3-1 في الشوطين الإضافيين (الوقت الأصلي 1-1). وسجل الأهداف الثلاثة للفريق المكسكي كل من العميد جيراردو تورادو من ضربتي جزاء (د 88 و118) و هوغو بافون (د 108)، في حين وقع الهدف الوحيد للفريق الأسترالي اللاعب لاكوبو لاروكا (د 66). ويلاقي فريق كروز أزول في مباراة نصف النهاية الأولى، المقررة يوم غد الثلاثاء على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد بالله بالرباط (السابعة والنصف مساء)، فريق ريال مدريد (بطل أوروبا). وعلى الرغم من السيطرة الميدانية والفرص العديدة التي أتيحت له منذ البداية، لم يفلح فريق كروز أزول من إيجاد الحلول لاختراق دفاع الفريق الأسترالي، الذي أحكم غلق جميع المنافذ ومن خلفه حارس مرمى تألق بشكل ملفت وداد عن مرماه بشكل بطولي. وفرض فريق كروز أزول سيطرته ومارس ضغطا كبيرا ومكثفا على معترك ويسترن سيدني وخلق العديد من الفرص التي لم يكتب لها النجاح في هذا اللقاء، الذي جرى في أجواء ممطرة وأداره الحكم الدولي الإيفواري نومندياز لوي بمساعدة مواطنه سونغيفولو يوي وجان كلود بيروموشوهو (بوروندي) أمام حوالي 22 الف متفرج من بينهم مئات من مشجعي الفريقين. وعلى الرغم من أرضية الملعب الثقيلة بسبب أمطار الخير التي تهاطلت أول أمس على العاصمة، نوع لاعبو الفريق المكسيكي من هجماتهم وهددوا في العديد من المناسبات مرمى الحارس كوفيتش. وجاء أول تهديد في اللقاء لصالح الفريق الاسترالي عبر لاعبه ماثيو سبيرانوفيتس الذي سدد على المرمى (د 11) لكن حارس مرمى فريق كروز أزول جوزي كورونا صدها بنجاح ، قبل أن يرد فابيان ماركو، مهاجم الفريق المكسيكي في الدقيقة 24 بتسديدة قوية مرت فوق العارضة بسنتمترات قليلة. ودخل اللقاء في سجال بين هجوم مكسيكي مطلق ودفاع استرالي مستميت إلى أن أعلن حكم المباراة عن نهاية الشوط الأول بلا غالب ولا مغلوب. ونسج الفريقان في الشوط الثاني على نفس المنوال، غير أنه وضد مجرى اللعب نجح اللاعب لاكوبو لاروكا في افتتاح حصة التهديف للفريق الأسترالي في الدقيقة 65 بتسديدة أرضية زاحفة سكنت الركن الأيمن من مرمى الحارس جوزي كورونا. ونزل فريق كروز أزول بعد هذا الهدف بكل ثقله على معترك فريق وسترن سيدني وتمكن قبل نهاية الوقت القانوني بدقيقتين (د 88) من تعديل النتيجة بواسطة عميده المخضرم جيراردو طورادو ( 35 عاما) عن طريق ضربة جزاء ليفرض على الفريقين دخول شوطين إضافيين لحسم اللقاء. وواصل فريق كروز أزول هيمنته على مجريات الشوط الإضافي الأول لكن دون بلوغ مرمى الحارس الأسترالي، الذي صمد إلى غاية الدقيقة 108 من الشوط الإضافي الثاني لتتلقى شباكه هدفا ثانيا في الدقيقة 108 بواسطة المهاجم هوغو بافون ، قبل أن يقضي طورادو على آمال فريق ويسترن سيدني بتوقيعه هدف الاطمئنان في الدقيقة 118 عن طريق ضربة جزاء ثانية أعلن عنها الحكم نومامدييز ديوي . ودخل الفريقان هذا اللقاء وبينهما أكثر من قاسم مشترك، كونهما يشاركان لأول مرة في تاريخهما في الموندياليتو، إلى جانب كونهما خاضا هذه المباراة بهدف الفوز وتحقيق إنجاز تاريخي وذلك على الرغم من سوء نتائجهما في البطولتين المحليتين، حيث يقدم فريق وسترن سيدني (تأسس عام 2012) منذ تتويجه بطلا للقارة الصفراء شهر نونبر الماضي واحدا من أسوأ مواسمه وهو يتذيل ترتيب البطولة الأسترالية بعد تسع دورات لم يذق فيها طعم الفوز، في حين تجرع فريق كروز أزول (تأسس عام 1927) من نفس الكأس في مباراته التسع الأخيرة. ونجح فريق كروز أزول في تجنب الإقصاء المبكر على غرار أندية باتشوكا (2007 و2010) ومونتيري (2011 و2013) وضمن مواجهة فريق ريال مدريد الإسباني العريق في دور نصف النهاية، وهو الهدف الذي كان يسعى لتحقيقه لاعبو كلا الفريقين.