أخيرا تعترف الاذاعة بالفنان محمد المزكلدي أحد رموز الفن المغربي الأصيل الذي أغنى خزانتها بالعديد من الروائع الخالدة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: «الوردة»، «العروسة» فين غاب القمر «النظرة» الخ وبهذه المناسبة الطيبة نرجو من المسؤولين عن البرمجة إدراج حصة أسبوعية تذكرنا بالزمن الجميل للأغنية المغربية تبث خلالها ما أبدعه عباقرة الطرب الذين أسسوا للموسيقى الخالدة أمثال: احمد البيضاوي، عبد الوهاب اكومي، محمد فويتح المزكلدي، المعطي بن قاسم، المعطي البيضاوي، اسماعيل احمد واللائحة طويلة كما نرجو اعادة التوزيع الموسيقي لهذه الاغاني التي لن يحموها الزمن مهما طال. كما أني أود أن أشد بحرارة على يدي الإعلامي المتميز الحسين العمراني الذي ادار الحلقة التكريمية المذكورة بمهنية حيث استدعى العديد من المطربين أمثال محمود الادريسي وبركات.، وقد أدى المدعوون قطعا من ربرتوار المحتفى به. فشكرا للاذاعة التي أعادتنا إلى الزمن الجميل، أيام كان الفنان يبدع لأجل الإبداع الراقي لا لأجل السمعة والأرباح المادية الفانية. ويوم الأحد الموالي قدم برنامج «حتى لاننسى» الذي تشرف عليه سميرة الاشهب حلقة متميزة عن الشاعر المغربي الكبير عبد الرحمن العلمي، وهو برنامج يذكرنا كذلك بأولائك الذين ضحوا من أجل رفع مستوى الكلمة، على عكس ما نراه من انحطاط وتدهور ورداءة كلمات كثير من الأغاني المغربية المعاصرة. تكريم محمد المزكلدي وعبد الرحمن العلمي دعوتان صريحتان وقويتان لمن يحسب نفسه على الفن وعلى الغناء خاصة أنْ يُراجع أوراقه قبل أن ينتج أغانيه، عليه أولا وقبل كل شيء تحرى الصدق. نعم الصدق هو أساس نجاح كل عمل أدبي أو فني سواءكان رواية أو شعراً أو مسرحية، أو لوحة تشكيلية. نؤكد أن الأغنية الصادقة تعتمد على الجودة في الكلمة واللحن والاداء والتوزيع الموسيقي. فما أحوجنا إلى فنانين شباب يجعلوا من محمد المزكلدي وعبد الرحمن العلمي وأمثالهما قد وتين لأننا نرفض بصرامة الابتذال وكل ما يمس الذوق الرفيع.