يتساءل المواطنون ومعهم فعاليات المجتمع المدني والحقوقي بسطات، ماذا أعدت وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية لرعاية المسنين والمسنات في ظل تحذير المهتمين من تراجع دور الأسرة في احتضان كبارها الذين هم كنز في كل دار انطلاقا من الشعارات التي رفعتها الوزارة المعنية ومازالت تنقصها الشجاعة والجرأة والتدبير السليم لتفعيلها على أرض الواقع . فقد أطلقت الوزارة المعنية السنة الماضية حملة وطنية لتجميع العجزة المشردين من الشوارع ووضعهم تحت تدابير مؤسسات الرعاية الاجتماعية ،ونادينا آنذاك من خلال الجريدة بتدشين المركز الجهوي للأشخاص المسنين بسطات الذي أنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باعتمادات مالية مهمة وانتهت به الأشغال منذ مدة طويلة وأصبح جاهزا لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة من المسنين لكنه أضحى بناية بدون روح في انتظار الفرج الذي يبدو بعيد المنال خصوصا في زمن حكومة تطلعنا بشعارات في كل سنة كالحملة الوطنية الثانية لحماية المسنين هذه الشريحة من المجتمع المغربي الذين قضوا حياتهم وزهرة شبابهم في العمل والجد وتنمية الوطن وتربية أجيال جديدة وينتظرون أن تترجم تلك الشعارات إلى واقع يلمسه المواطنون. نسوق الكلام من دار الأطفال بسطات التي احتضنت مساء يوم الخميس 9 أكتوبر الجاري لقاء تحسيسيا بمناسبة اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف الفاتح من أكتوبر من كل عام ،نظمته منسقية التعاون الوطني بتنسيق مع وكالة التنمية الاجتماعية وإشراف الوزارة المعنية. هذا اللقاء الذي ترأسه منسق التعاون الوطني بجهتي الشاوية ورديغة وتادلة أزيلال وحضره المنسق الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية ورئيس المجلس العلمي والرئيس المنتدب للجمعية الإسلامية لدار الأطفال بالإضافة إلى مجموعة من المسنين والمسنات وممثلو جمعيات المجتمع المدني والحقوقي وبعض المنابر الإعلامية المحلية والوطنية فضلا عن المسؤولين الإداريين والتربويين والمستخدمين لدار الأطفال الذين أبلوا البلاء الحسن في حسن التنظيم والاستقبال (اللقاء) عرف مداخلات صبت كلها في اتجاه الاعتناء بالمسنين وإيلائهم عناية خاصة تعزز كرامتهم داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية ومحيط الأسرة وتعيد لهم الاعتبار بوصفهم تجربة حياة غنية ينبغي تكريمها. وقد أكد عبد الرحمان صابر منسق التعاون الوطني بالجهة في تصريح لجريدة "العلم" أن الحملة التحسيسية الثانية للأشخاص المسنين التي أطلقتها الوزارة المعنية تروم إلى النهوض بأوضاع هذه الفئة التي تنصل من مسؤولية الاعتناء بها الأبناء والأقارب وحكم على أغلبهم في أرذل العمر بالعيش بقية حياتهم إما بالشارع أو بدور العجزة مما يحتم على الأسرة حماية حقوقهم من الإقصاء الاجتماعي ،وذلك بإدماجهم في مؤسسات الرعاية الاجتماعية أو إعادة إدماجهم داخل الأسرة التي تبقى ملاذهم الطبيعي والأخير . وعن المركز الجهوي الجديد الذي تم بناؤه مؤخرا ولم يدشن بعد ،أكد المتحدث نفسه أن القانون 14/05 الذي ينظم فتح وتدبير هذه المؤسسات يحتم على كل مؤسسة جديدة أن تتوفر فيها الشروط الكاملة بما فيها رخصة الفتح من الوزارة المعنية ،موضحا أن ملف المؤسسة الجديدة في طور الإعداد وسيرى النور في القادم من الأيام ،مؤكدا على أن عملية إدماج الأشخاص المسنين تبقى مسؤولية الجميع من جمعيات مدنية وحقوقية ووسائل الإعلام للتحسيس والتوعية ،وحاليا هناك جناح بدار الأطفال خصص للمسنين والمسنات يتوفر على طاقم مسئول يقوم بصيانة الجناح المخصص للعجزة ونظافته وتوفير ما هو ضروري على قدر الإمكانيات المتوفرة لدى المؤسسة. ومن جهته أكد عبد الرحيم لكحل المنسق الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية أن اللقاء التحسيسي يأتي في إطار تفعيل عن قرب البعد الجغرافي للحملة الوطنية الثانية التي أطلقتها الوزارة على أساس أن يقف الجميع على أوضاع الأشخاص المسنين وطرح بعض القضايا التي تهمهم مع الخروج بتوجيهات إستراتيجية كورقة لإعداد برامج تنموية لفائدة هذه الشريحة المهمة داخل البلاد،ولإعطاء الحملة بعد ترابي جغرافي على المستوى الجهوي أكد المتحدث نفسه أن الوزارة عملت في إطار القطب الاجتماعي التعاون والوطني ووكالة التنمية الاجتماعية على إعداد برنامج شمل مجموعة من الفقرات المتنوعة كالقيام بعملية الحلاقة والنظافة ل17 مسن بالجناح المخصص للمسنين ،ولإدخال الفرحة إلى قلوبهم كبقية المغاربة تم ذبح "ثور" بمناسبة عيد الأضحى المبارك وستقوم قافلة طبية بزيارة تفقدية للوقوف على الحالة الصحية للعجزة الذين يعانون أمراضا مزمنة لكي تكون لهم بطاقة صحية. ومن جهتهما أدلا رئيس المجلس العلمي والرئيس المنتدب للجمعية الإسلامية الخيرية بسطات بدلوهما في هذا اللقاء ،إذ تناولا أهمية الاعتناء بالمسنين كل من منظوره ودائرة اختصاصه داعين إلى فتح نقاش محلي حول حقوق الأشخاص المسنين الذي يبقى التكافل الاجتماعي والروابط الأسرية هما السبيل الوحيد لإسعادهم وإدخال الفرحة إلى قلوبهم مع التأكيد على بعض الخصوصيات التي يحتاج إليها المسنون والمسنات ،ولإغناء النقاش تم فتح باب المداخلات والاستفسارات حول ما جاء في العروض المقدمة وتولى منسق الجهة الإجابة على كل استفسارات المتدخلين ليختتم اللقاء بحفل شاي على شرف الحاضرين. إن الدولة مطالبة الآن بتفعيل إجراءات حقيقية وملموسة على أرض الواقع بعيدا عن الشعارات الفضفاضة لمواجهة شيخوخة المجتمع القادمة والى دالكم الحين وفي انتظار إطلاق حملات وطنية أخرى ..فكل عام والأشخاص المسنون بألف خير .