أعطت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بسيمة الحقاوي، أول أمس الثلاثاء بالرباط، الانطلاقة للحملة التحسيسية الأولى الخاصة بالأشخاص المسنين، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للأشخاص المسنين الذي يصادف فاتح أكتوبر من كل سنة. وأكدت الحقاوي، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الحملة، المنظمة تحت شعار «الناس الكبار، كنز في كل دار»، تستهدف كل الفاعلين والأسر والأطفال من أجل مساهمة جماعية في النهوض بدور الأسرة في التكفل بالأشخاص المسنين، وتحسين صورتهم داخل المجتمع «تنزيلا لقيم ديننا وحضارتنا وثقافتنا القائمة على التضامن بين الأجيال». وأوضحت أنه تم في هذا الصدد، إنجاز دعائم تواصلية وتحسيسية ووصلات إذاعية وتلفزية باللغتين العربية والأمازيغية سيتم بثها في القنوات العمومية التلفزية والإذاعية، إلى جانب إعداد ملصقات ومطويات ستوزع في المدارس. كما أشارت الوزيرة إلى أن هذه الفئة المجتمعية في تزايد مستمر، إذ تمثل حوالي 3 ملايين شخص، أي 8,5 في المئة من عدد السكان، حسب البحث الوطني للمندوبية السامية للتخطيط لسنة 2010، مضيفة أنه يتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 11,1 في المئة في أفق 2020. وأعربت ة الحقاوي عن ارتياحها لكون أغلبية الأشخاص المسنين في المغرب يعيشون داخل أسرهم وأن 6 في المئة فقط منهم يعيشون خارج النواة الطبيعية الأسرية. وأبرزت أن حماية الأشخاص المسنين يجب أن تندرج في إطار المقاربة الحقوقية في سياق تنفيذ مقتضيات الدستور، خاصة الفصل 34 منه الذي ينص على «وضع وتفعيل سياسات(...) تسهر على معالجة الأوضاع الهشة لفئات(...)، من بينها الأشخاص المسنون». وأبرزت الوزيرة أن تخليد اليوم العالمي للأشخاص المسنين يشكل أيضا فرصة للتعريف بمنجزات القطب الاجتماعي في هذا الشأن، خاصة دعم قدرات الجمعيات العاملة في مجال الأشخاص المسنين، وإعداد برنامج وطني لإصلاح المراكز الخاصة بهذه الفئة. كما تشمل هذه المنجزات، تضيف الحقاوي، إعداد إستراتيجية القطب الاجتماعي 4+4 التي تضم في محاورها آليات التحسيس والنهوض بثقافة التضامن بين الأجيال وتحسين جودة الخدمات، إلى جانب إحداث مركز لرصد أوضاع الأشخاص المسنين. من جهته، أبرز وزير الصحة الحسين الوردي أن تحسين الرعاية الصحية لكبار السن تشكل أولوية في إستراتيجية القطاع في إطار مخطط وزارة الصحة للمرحلة 2012 - 2016. وأشار إلى أن الوزارة عملت على وضع مخطط وطني لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بمن فيهم المسنون، عبر تعزيز الوقاية وعلاج الأمراض لدى هذه الفئة ونظمت دورات تكوينية جهوية حول أمراض الشيخوخة لفائدة 73 من الأطباء العامين و39 ممرضا وممرضة، إلى جانب تدريس العلاجات الأساسية في مجال طب الشيخوخة بمعهد تكوين الأطر الصحية بالرباط منذ 2002. وأكد الوزير أن التكفل بالأشخاص المسنين يستدعي تضافر الجهود الحكومية والجمعوية، مع جهود أسر المسنين والمسنات لتأمين حياة أكثر صحة وسعادة لهذه الفئة المجتمعية. من جانبه، أعلن وزير الشباب والرياضة محمد أوزين أن الوزارة ستعمل على تمكين الأشخاص المسنين من الولوج للبرامج والأنشطة التي تهتم بالوقت الحر الخاص بهذه الفئة، بما يستجيب لاحتياجاتهم وانتظاراتهم، خاصة عبر تشجيع وتنظيم أنشطة ثقافية ورياضية وتسهيل ولوجهم للفضاءات والمؤسسات التابعة للقطاع. كما أشار إلى أن الوزارة تسهر على دمج جهود هذه الفئة في البرنامج الوطني للتطوع والتربية المدنية، من أجل استثمار خبرتها ومعارفها وتجربتها ودمجها في البرامج التنموية. أما الوزير المنتدب المكلف بالميزانية إدريس الأزمي الإدريسي، فركز على البرنامج الحكومي الذي يولي أهمية كبرى لهذه الفئة من المجتمع المغربي من خلال ثلاث مستويات تتمثل في السياسة العمومية العامة عبر تحسين النمو الاقتصادي، والسياسة الاجتماعية (خاصة نظام المساعدة الطبية +راميد+)، وإصلاح نظام التقاعد. وجرى على هامش حفل انطلاق الحملة التحسيسية الأولى الخاصة بالأشخاص المسنين، التوقيع على اتفاقيتين. وتهم الاتفاقية الأولى، التي وقعتها الحقاوي وأوزين، تقديم خدمات القرب للأشخاص المسنين لضمان اندماجهم في المجتمع عبر أنشطة تثمن كفاءاتهم وتجاربهم، في حين أبرمت اتفاقية الشراكة الثانية مع الجمعيات العاملة في مجال حماية المسنين وتسيير المراكز الاجتماعية الخاصة بهم.