قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أنه لن يقبل أن يستمر الوضع مع حركة حماس كما هو الآن وبهذا الشكل ولن يقبل الشراكة مع حماس إلا اذا قبلت بسلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد. وأكد عباس في لقائه مع الإعلاميين والمثقفين المصريين اليوم السبت في مقر اقامته بالقاهرة " إننا لن نقبل أن يستمر الوضع كما هو ، ولن نقبل أن يكون بيننا وبينهم شراكة اذا استمر وضعهم في غزة بهذا الشكل ، حيث عندهم السلاح والإمكانيات والأمن ، كما أن هناك لدي حماس في غزة حكومة ظل مكونة من 27 وكيل وزارة هي التي تقود البلد ، ومن ثم فإن حكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تفعل شيئا على أرض الواقع". وقال الرئيس عباس " إن اللجنة المركزية لحركة فتح إتخذت قرارا بضرورة أن يكون هناك سلطة واحدة ونظام واحد سواء قبلت حماس بذلك أو لا تقبل ، حيث أن الوحدة لها شروط ، ولكن هذا الوضع لا يمثل اطلاقا أي نوع من الوحدة ، واذا كانت حماس لا تريد سلطة واحدة وقانونا واحدا وسلاحا واحدا فنحن لن نقبل الشراكة معها". وأضاف " إن هناك وفدا مكونا من 5 أشخاص من حركة فتح ، وهو على اتصالات مع حركة حماس ليبحثوا أين يلتقون من أجل البحث في المرحلة القادمة ، ولكن كل الفصائل لا توافق على ما فعلته حماس في غزة لأن ما حصل في غزة كارثة انسانية". وأشار الي أن القيادة الفلسطينية تبذل كافة الجهود من أجل التخفيف من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، والعمل على توفير كافة أشكال المساعدات بشكل عاجل. وتطرق عباس الي حادث خطف المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية ، وقال " إن هذه الحادثة تعد الأولي من نوعها ، لأنه عادة هناك يهود يخطئون ويدخلون مناطقنا بالغلط ونقوم بإرجاعهم الي أهلهم ولا يوجد عندنا أسلوب الخطف والتبادل أبدا ، وعندما اختطفوا نتنياهو على الفور إتهم حركة حماس بخطفهم ، وقلت له : هل يوجد دليل على اتهامك". وأضاف" عندما ذهبت الى الدوحة لاحقا سألت الأخ خالد مشعل : هل أنتم اللي خطفتم المستوطنين ؟ قال مشعل : لا ، حيث صرح في وسائل الإعلام ، إ نني لا أنفي ولا أؤكد خطفهم ، وأكد لنا أن حماس لم تخطف المستوطنين ، وبسبب ذلك دفعنا ثمنا غاليا حيث استشهد 16 شابا من الضفة الغربية ، من بينهم : محمد أبو خضير الذي حرقه وقتله المستوطنون ، وقاموا بتدمير منازل في الخليل والضفة الغربية". وتابع " إن المعركة انتقلت الى غزة حيث طلبت من مصر أن تصدر مبادرة ، ولكن هناك عقدة مع حماس ، وتحدثت مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وقلت له : أنت الوحيد المؤهل تاريخيا وجغرافيا وقوميا وأمنيا بأن تصدر مبادرة لحقن ووقف نزيف الدماء في قطاع غزة ، وبالفعل استجاب الرئيس وأصدر المبادرة التي تتضمن وقف اطلاق النار وتطبيق اتفاق عام 2012 ". وقال عباس "إن المبادرة المصرية كانت مرفوضة من قبل حركة حماس بسبب العلاقة المتوترة ، وزعم حماس بأن مصر غير عادلة وغير منصفة ، حيث اقنعنا جميع الأطراف بقبولها ولا يوجد غيرها على الطاولة ، فقالوا في حماس : نحن نريد بناء المطار والميناء ! فكيف يتم البحث في انشاء مطار وميناء والحرب مستمرة ، وبعد أن اقنعتهم بالموافقة ، شكلنا وفدا موحدا حيث قالوا إننا نريد خمسة أعضاء من أصل 12 عضوا ، ووافقنا على أن يمثل حركة فتح الأخ عزام الأحمد فقط ، ولم يحصل الوفد على جواب لوقف اطلاق النار ، وكان كل يوم يمر الدم يسيل ، وفي اليوم ال50 للعدوان الإسرائيلي على غزة قالوا في حماس : نحن موافقين على وقف اطلاق النار فقط ، ومن ثم مناقشة الطلبات ، فإستمرت الحرب 51 يوما ". وأضاف "إن الموضوع الأخطر هو تصريح عضو المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الذي كان سجينا في اسرائيل وخرج بصفقة ثم ذهب الى سوريا بصفقة أيضا حيث قال : نحن الذي اختطفنا المستوطنين ، ونحن الذين قتلنا لأننا نريد أن نحرك الإنتفاضة في الضفة الغربية والقدس وأراضي عام 1948 ". وتابع " عندما رأيت الأخ مشعل في الدوحة في زيارتنا الأخيرة ، قال لي أن عملية الخطف التي تمت في الخليل ليست بقرار سياسي ، وقال لي في نفس الوقت إنه قائدا للمقاومة ، وعلمنا أنهم يريدون أن يزجوا بالضفة الغربية في المعارك التي حصلت في قطاع غزة ، ولكن بحمد الله انقذنا الضفة الغربية ولم يحدث بها أي شيئ ، ولكن حزننا كبير جدا لما حصل في غزة". وعرض الرئيس الفلسطيني على الوفد الإعلامي خسائر قطاع غزة خلال العدوان الاسرائيلي الأخير حتى 26/8/2014 وهي : 2149 شهيدا منهم 942 طفلا وامرأة ومسنا ، و11166 جريحا ، منهم 5802 طفلا ومسن وامرأة ، ومجازر نفذت بحق 91 عائلة أبديت لم يعد لها ذكر بالسجل المدني نتجت عنها 532 شهيدا ، والمجازر التي نفذت بحق مدارس وكالة الأونروا نتج عنها 40 شهيدا و280 جريحا ، وتدمير 18000 منزل كليا ، و41000 منزل بشكل جزئي ، و145 مدرسة متضررة + 75 وكالة منها تدمير كلي ، و7 عيادات ومستشفيات ، و13 مركز رعاية أولية ، و16 سيارة اسعاف ، و180 مسجدا ، منها 71 مسجدا دمر كليا ، و10 مقابر اسلامية + 1 مسيحية ، مشيرا الي أن اجمالي النازحين 461643 من بينهم 280000 لجأوا الي الأونروا ، و44800 بالمدارس الحكومية ، و 138000 ايواء عائلي. وقال عباس " ثم خرجو في حماس علينا وقالوا : نحن انتصرنا ! حيث ضربوا 4000 صاروخ على اسرائيل ، وقتلوا 3 فقط مدنيين ، وعند اجتياح غزة قتلوا 6 عسكريين اسرائيليين ، حيث 70% من الصواريخ تتلقفها القبة الحديدية ، ولم أر أي صاروخ دمر بناية". وأضاف " اننا تأثرنا اقتصاديا بشكل كبير حيث نحتاج الى 7 مليارات دولار لنبني خلال 15 عاما ما تم تدميره وللعلم فإن ما حصل في 2014 مئة ضعف عما حصل في 2012 و 2009 ، والذي دمر في 2009 حتى الأن لم يبنى ، وهذا هو النصر الذي يتحدثون عنه ، وللأسف أستطيع أن أقول أن النتيجة مأساوية". وتابع " بالنسبة للمساعدات الإنسانية والتبرعات التي تدخل من الحدود والمفروض أن يستلمها الهلال الأحمر أو وكالة الغوث ( الأونروا) ليتم توزيعها على الشعب عن طريقنا ، ولكن ما يحدث انه عندما تدخل من معبر رفح يتم أخذها على المخازن الخاصة بهم (مخازن حماس) ويتم بيعها في السوق السوداء جميعها وبدون استثناء ، وهذا حصل أيضا في عام 2008 و 2012 ، وهذا حصل مع الأردن ودولة الإمارات حيث أبلغونا بأن المساعدات لم تصل الى مستحقيها". وأكد أبو مازن أنهم حماس قتلت أكثر من 120 شابا في غزة لأنهم خالفوا منع التجول ولم يلتزموا بالإقامة الجبرية التي أبلغوا بها ، بالإضافة الى الإعدامات التي نفذتها حماس أثناء العدوان الاسرائيلي على غزة وعددهم 30 – 40 شخص قتلوا في إعدامات ميدانية ، هم الحاكمون والقاتلون في نفس الوقت " ، مشيرا الي أن عدد الشهداء الذين ينتمون الى حركة حماس خلال العدوان على غزة بلغ 50 شهيدا فقط ، بينما الذي استشهد من حركة فتح 861 بلغ شهيدا". وفيما يتعلق بصحة المحضر ( النقاش) الذي دار بين الرئيس عباس وأمير قطر ورئيس مكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة والذي نشر على جريدة الأخبار اللبنانية قال أبو مازن "إن هناك نسبة كبيرة منه صحيحا ، ما يعادل 80 – 90 % هو صحيح ، ولكن لا علم لنا كيف تم تسريبه للأخبار اللبنانية وتم مقارنته بمحاضرنا ، ولكن بند واحد هو غير صحيح وهو : انني قلت ان مصر والأردن والسعودية ضد المصالحة الفلسطينية ، وهذا لم ولن يخرج على لساني اطلاقا ، وإنني لا يمكن أن أقول هذا الكلام". وعلي صعيد آخر ، قال الرئيس الفلسطيني " إن لقائي مع وزراء الخارجية العرب غدا الأحد هو لوضعهم في صورة الأوضاع الهامة والأخذ برأيهم ، حول المفاوضات حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الذي أوقف المفاوضات هو بنيامين نتنياهو وذلك لسبب عدم اطلاق سراح الأسرى وبسبب استمراره في الإستيطان ، وبناء عليه توقفت المفاوضات من شهر أبريل الماضي حتى يومنا هذا ، وسوف نقدم تقريرا مفصلا الي جامعة الدول العربية غدا الأحد حول الشأن والقضية الفلسطينية". وأضاف " أبلغنا الأمريكان انه اذا يوجد حل فسيكون على النحو التالي : نذهب الى مجلس الأمن ونحصل على قرار الذي اخذناه في الجمعية العامة وهو أن اراضي عام 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس هي أراضي محتلة وليس متنازع عليها كما تؤمن اسرائيل ، فإذا اتفقنا على هذا تبقى كيفية رسم الحدود ومن ثم استكمال باقي القضايا ، حيث كان ردهم أنهم وصفوا هذا بالصعب وأعطونا مهلة للتفكير ، ولم يقدموا جوابا حتى الآن ، والأخ صائب عريقات قدم من واشنطن أمس بعد لقاءات مع المسؤولين بالبيت الأبيض وجون كيري وزير الخارجية". وقال الرئيس عباس " يوجد لدينا مجموعة من الخطوات وجواب غير تقليدي ، وبالفعل هذا الجواب سيكون هذا الشهر لأننا لم نعد نصبر على الاحتلال اكثر من ذلك ، إننا سلطة ولا نملك سلطة ، والمثال على ذلك أنا عندما أريد السفر من رام الله الى الأردن لابد أن آخذ إذنا من الاحتلال قبل 48 ساعة".